أنا المعلم

[غربي.17]

أريدُ أن أرفعَ هامتى
أريدُ ألاَّ تضيعَ بين الخلائق هيبتى
كيفَ أكونُ معلماً،ومدرساً وأن يقولَ الناسُ هذا قُدوتى
وأنا المُهانُ فى بلادى ،وبين عشيرتى
فكيفَ ـ بالله ـ أرفعُ هامتى
..
أنا أريدُ من قبل دينارٍ كرامتى
..
فيا من أهاننى
ويا من سلبتَ عبر القرون عزتى
أعدها
إن رُمْتَ للأوطانِ خيرا
وأن تطهُرَ طِينتى
..


أنا المعلمُ تاجُ العُلا،ونبراسُ حضارةٍ
فأين أين حضارتى
أنا المعلم عنواناً للورى
فكيف لى أن أتسولَ لقمتى
أنا المعلم ُ..فواعجبا
كيف التطاولُ من جهولٍ
وكيف الحقارةُ والقذارةُ ،
تنالُ سُمعتى
وكيفَ لهموا أن ينهشوا فى جتتى
كيف للأندالِ أن يدَّعوا
أن الدرهم شيمتى
..
لا لن أعودَ حتى تعودَ كرامتى
كيفَ التجنِّى وأن العزيزُ بصنعتى
كيف التجنى من عاملٍ
أو صانعٍ
أو زارعٍ
أو عاطلٍ
أو باطلٍ
يدوس ـ بعنفوانِ الجاهلينَ ـ فوقَ رقبتى
..
أنا المعلمُ سيّدا
أنا المعلمُ قائدا
أنا المعلمُ أبنى بلادى
ولابد للبنَّاءِ أن يكون رائدا
والريادةُ قبلتى
..
أنا الذى من قديمٍ
وضعت على الجدرانِ صورتى
أنا المعلمُ قنديلَ الظلامِ
فمن أطفأ شمعتى
أنا المعلمُ فمن نزع الروحَ
من جُثَّتى
أنا المعلمُ
وكيفُ للجميعَ
ألاَّ يقومَ بحضرتى
أنا المعلمُ
هل يجوز أن اطرقَ الأبوابَ
أسائلُ الناسَ عن قبلتى
..
تاه المعلمُ لمَّا حكمَ الجهولُ
وانغلقت كلُّ العقولِ
وكانت ظُلمتى
..
لا لن أعودَ حتى تؤوبَ كرامتى
لا لن أعودَ حتى أراها خفَّاقةَ
فى العالمينَ عِزّتى..

• ..