مسلمو بورما وإنقاذهم

[أبو هاجر القحطاني]

مسلمو بورما وإنقاذهم
دعت بكين وهي من أصدقاء ميانمار إلى اجراء مفاوضات سلمية لإنهاء التوترات العرقية التي تستهدف مسلمي بورما، كما ان الامم المتحدة حذرت من أن مخيمات اللاجئين في بورما تخطت حدود قدرتها الاستيعابية.
وفي القاهرة دعا الأزهر «التعاون الإسلامي» إلى عقد اجتماع طارئ لوزراء خارجية الدول الإسلامية، لاتخاذ قرارات حاسمة للضغط على حكومة بورما لإنقاذ مسلميها، مطالبا كذلك مجلس الأمن بعقد جلسة عاجلة لإصدار قرار ملزم لحكومة ميانمار لوقف العنف ضد المسلمين.
أي أن الصين والأمم المتحدة والأزهر، صرخ ثلاثتهم: ما يحدث لمسلمي بورما جريمة تستوجب موقفا إجرائيا لا حنكيا.
غير أن أنين المتضررين من الأزمة، وهم مئات الآلاف من مسلمي بورما الذين تصادر حقوقهم في المواطنة وفي الحياة، بلغ الأمم المتحدة منذ فترة، من دون نتيجة، وكأنه لا حياة لمن تنادي.
في واقع الأمر إن عالمنا الذي نعيشه صار لا يكترث للجرائم التي تقترف ضد شعوب، فلم تعد آليات زمن انصرم قادرة على التصدي لجبابرة هذا الزمن وجلاديه، أينما كانوا وكيفما برعوا في القتل والتصفية التي تبلغ حد الإبادة الجماعية، فالعالم الذي يتشدق بحضارة القرن الحادي والعشرين بات عاجزا عن مواجهة جرائم تنتمي في دمويتها وبشاعتها إلى ما قبل القرون الوسطى، ومن ثم فلا مجال للادعاء بأن الحضارة الإنسانية بلغت من الرقي ما يتجاوز سابقاتها، فالواقع الذي ينضح بما فيه، ان هناك جلادين وأباطرة ومجرمين يسومون شعوبهم العذاب بغير خشية من مسؤولية أو محاسبة، فها هم مسلمو ميانمار يتعرضون لإبادة، بينما المجتمع الدولي يشيح عنهم بوجهه، مكتفيا بعبارات لا تساوي رقتها شيئا أمام فداحة الجريمة، وكأن العالم في ردة عرقية وطائفية بغيضة، وهو ما يستوجب موقفا أمميا من هذه الأدران التي تعيد الحضارة إلى الوراء.
المصدر:https://www.sooryoon.net/archives/65522