حين رأيتها تتبعني تتعبني بلحاقها
حين يأخذني الحنين بالرغم عني لحضنها
أراني أقبل صفحات الفارغة و الممتلئة
حتى تتبلل من دمع شوقي لها
حين أكون طفلة تحمل لعبة في يديها
حين أكون دمعة في حالة غدر
حين يتملكني الخوف منها فأهرب لأختبئ منها
لكنها تغني لي لحن الوداع من جديد
فأعود
كطير الى وكره
كطفل الى أمه
كحرف الى شعره
أعود
دفنت ذكرياتي
وضعتها داخل صندوق
وحفرت حفرة ليست بالعميقة التي تصعب علي أن أطل
بين الفينة و الاخرى
ولا بالسهلة التي تجعلها تتراقص في كل وقت أمامي
في مقبرة الذاطرة
تجد صورا قديمة
قد غطاها غبار السنين
وتجد أوراقا مبعثرة
بالخربشات مطلية
فيها كلمات شوق
حنين
والقليل من العتاب
وجدت خطا أعرفه
كان خطها
لطالما أمسكت تلك الورقة و حضنتها
لكنني حرت أأمزقها أم احرقها هذه المرة
تركتها الى أن أبت في أمرها
وجدت أوراق ورد جاف
كانت منذ زمان بعيد
جففتها داخل كراس
ورغبت بأن أجدها لما أكبر
وها أنا أكبر
وهاهي ذي
أحسها مثلي في الذبول
نشترك في الوحدة هي داخل أوراق
وأنا بين جدران ملونة
لكني لا أرى فيها ألوان
وجدت شيئا من طفولتي
أحلامي
شقاوتي
صورا رسمتها
وحسبتني وقتها يد فنان