اصطدمت، مجموعة من الأساتذة الجامعيين، ممّن يحضرون أطروحات الدكتوراه، برفض جامعات أوربية، منحهم رسائل استقبال، تمكنهم من إجراء تربصات قصيرة المدى بمراكز البحث والمعاهد التابعة لها، وهو الإجراء الذي أحبط الباحثين الجزائريين، الذين كانوا يعوّلون على هذه التربصات لتنمية معارفهم والإسراع في إنجاز أطروحاتهم.
حسب ما صرّح لـ"الشروق"، مجموعة من الأساتذة على مستوى جامعات غرب البلاد، على غرار وهران، سيدي بلعباس، مستغانم، الشلف، فإنهم راسلوا جامعات أوروبية وقدموا طلبات عبر البريد الالكتروني للحصول على رسائل استقبال، لإجراء تربصات قصيرة المدى، إلا أن هذه الطلبات رفضت، مستغربين الدوافع الكامنة وراء هذا القرار، خاصة وأن الجامعة الجزائرية، هي من تتولى تغطية مصاريف هذه التربصات، حيث توفر تذكرة السفر عبر الطائرة، زائد منحة بالأورو متعلقة بتكاليف الإيواء والإطعام... لفائدة الأساتذة المسجلين في الدكتوراه ولم يناقشوا أطروحاتهم بعد، في حين تتلخص مهمة الجامعات الأجنبية المستقبلة، في توجيه الباحثين، والسماح لهم بالإطلاع على المراجع في المكتبات، وكذا حضور الملتقيات والندوات العلمية التي تنظمها.
وفي السياق، ذكر أحد الأساتذة، أنه يئس من مراسلة الجامعات الفرنسية، خاصة تلك المتواجدة بالعاصمة باريس، بعد ما قوبلت كل رسائله الالكترونية التي بعث بها عبر الإيميل بالتجاهل، في حين اشترطت مراكز أبحاث ومعاهد أخرى، تقديم عنوان البحث وإشكاليته وتحرير ملخص عنه، ومع ذلك لم تمنح تربصات.
هذه الممارسات دفعت بكثير من الأساتذة إلى إدارة البوصلة نحو الجامعات العربية، خاصة المغربية والتونسية، التي وفرت تربصات طويلة المدى لفائدة الأساتذة الجزائريين، تقدر مدتها بـ18 شهرا، وكانت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، قد رفعت خلال الموسم الجامعي الجديد، القيمة المالية لمنحة التربص الممنوحة للمسجلين في الدكتوراه، وذلك بهدف إجراء تربصات في الخارج، تمكنهم من تنمية معارفهم والاستفادة من الخبرة الأجنبية.