السلام عليكم و رحمــــــــــــــــــــــــــــــــــــة الله و بركاته
نحمد الله الذي أوجب علينا العدل و الإنصاف، و حرّم علينا الظلم و الإجحاف، و أمرنا بقول الحق و الصدع به، و ردّ الباطل و التنكيل به، و أُمرنا بقول الحق و لا (تأخذنا في الله لومة لائم)، و إظهار المعروف و لا نلتفت لكل متهجّم، و جعل الإيمان أقساما و شعبا، و عرى متماسكة تماسكا متحدا، و من أعظم تلك الشعب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، بل عدّه بعض الأكابر هو الركن السادس للإسلام كما يفهم من بعض الأثر، و إنّ للأمر بالمعروف و النهي عن المنكر نعما عظيمة، و ثمارا جسيمة، به تصلح الأفراد و المجتمعات، و به ( تمحى) و (تجبر) الزلات و الهفوات، به يستطيع الإنسان أن يقوّم نفسه، فيجبر كسرها، و يزيل عوجها، و يكمّل نقصها، و لا بد للأمر بالمعروف و قرينه من ناصح و منصوح، ناصح مشفق على أخيه لم يرد (إلاّ الخير لمنصوحه)، و منصوح متواضع لا بدّ عليه من قبول النصيحة و الإذعان لها، فكان كل واحد منها ((كاليدين تغسل إحداهما الأخرى)).
و لكن قد تشوب النصيحة شوائب تكدّر صفوها، و تعتم نورها، فيكثر ((سوء الظن)) المطلق، و التكبّر عن قبول الحق، و الظنّ في النفس الكمال، أنها صارت بمنزلة ليس لها فيها شبيه و لا مثال، و أنها قد بلغت مبلغا لا يمكن معه نقدها، و أنّ من نصحها لم يرد إلا الفتنة و تفريق الشمل، و إثارة البلبلة و قطع الحبل، فتتخلف بذلك ثمار النصيحة اليانعة، و تظهر بدلها أشواك حادة مؤلمةّ، فيتفرّق بذلك حقّا الصف، و يحلّ البغض و الكره محلّ الحب و الألف.
فلماذا نستحي و يتعاظم في أنفسنا قبول نصائح إخواننا؟؟؟