أنا لم أفهم كيف حكمتم على 900 سنة كاملة بالركود .... و ما تقصدون بالركود تحديداً؟!!!!
و بالمقابل ماذا عكس الركود الذي نقبع فيه بسبب روي عن خباب كذا ؟؟؟!!!....
أنا أفكر بطريقة مختلفة في الموضوع - و يبقى هذا رأي خاص :
ركودنا و التوقف عن مجارات الغرب ليس بالقديم جدا فلأزمنة قريبة كنا نشيطين على الساحة الفكرية و العلمية و المعرفية إلى درجة فاقت أحايين كثيرة مستويات الغرب ...
الانحطاط و ليس الركود بدأ عندما انغمسنا في اللذات و الشهوات و ابتعدنا عن العقل و التفكير النابعين من أصل الدين ...
تصادف أن الغرب استفاق من سيطرة الكنيسة المحاربة للعقل و الدين معا و ثارت الشعوب ضد استبداد أبناء الله على الأرض و بدأت النهظة العلمية و الصناعية في الوقت الذي توقفنا فيه ... و كنا قبلهم بمراحل، نحن و الحضارات الآسيوية الشرقية ...
عندما سيطر الغرب على قوة الحديد و النار استبد بها على جميع الحضارات و الشعوب الأخرى من آسيا القصوى إلى أمريكا العالم الجديد و استنزف خيرات الشعوب المقهورة و جهد أبنائها ليصنع مجدا على الدماء و التجويع و التفقير في الوقت الذي رزحت فيه الأمم المغلوبة تحت نير الاستعباد و الاستبداد كان الغرب يبني تفوقه في العلوم بدون منافس و استمر ذلك إلى غاية نهاية الحرب العالمية الثانية....
و هنا بدأ الغرب في رمي الحرية للشعوب المقهورة كما يرمى العضم المنزوع اللحم و الجلد ....
و لم تستطع الأمم الفتية الخارجة من الاغتصاب الحضاري حديثا أن تقف على أرجلها بسبب مخلفات الاستبداد ....
و لم تستطع تخليص نفسها من تحكم و تدخل الغرب المتغطرس الذي أصبح يملي على الأمم قيمه و مبادءه النيرة ....
و لم تستطع مواكبة التطور لأن القطار قد ابتعد كثيرا في الوقت الذي كان فيه يعاني العبودية و الجوع....
و هكذا كان شأن الأمة الإسلامية ..... ضحية استعلاء و استعداء الغرب في نهظته
=====================================
هذا من وجهة نظري التاريخية
=====================================
أما وجهة نظري التحليلية لواقع الأمة الإسلامية الحالي و سبل الخلاص من التيه :
لا يسعنا حصر الأسباب في خصائص الأمة : فاللغة و الدين و الجغرافيا ليسوا من يحدد نجاح أو إخفاق أي حظارة كما لم يكن سببا في ازدها و سيطرة الغرب!
الغرب لم يتقدم بسبب اللغة لأن لغاتهم مختلفة .... و لا بسبب دينهم لأنهم ما تقدموا حتى تركوه ... و لا بسبب الجغرافيا لأن بلدانهم متنوعة التضاريس و مناخهم متنوع....
لذلك لا يصح طرحك من الأساس و وجب البحث عن الأسباب في نواحي أخرى
مثل : ما الدافع إلى التطور العلمي في الغرب - و الجواب سيقودنا إلى معرفة الكثير لأن التقدم العلمي هو أساس ما يسمى بالحظارة الغربية و لم يكن لها التفوق في المجالات الأخرى لولاه :
الجواب من وجهة نظري : هو سيطرة المادة !
كيف ذلك ؟
لأن البحوث و الاكتشافات و الاختراعات و الابتكارات دائما ما يكون وراءها دافع مادي إن لم يكون في بداية البحث فهو الذي أعطى للبحث قيمة ملموسة ....
إن الغرب لا يبحثون في شيء إلى ووراءه أرباح طائلة يجنيها المشرفون عليه....
لم يكن للمحرك البخاري قيمة لو لم يستعمل في صناعة النسيج و ادرار الأموال الطائلة من الإنتاج
و لا المحرك البخاري صنع الحدث العظيم و لم يستغل ماديا في جر القاطرات و استعمالها في نقل البضائع و الأشخاص
و لم يكن لدراسة المعادن معنى لولى استغلال الصناعيين الباحثين عن الربح لها في سباكة الآلات لمضاعفة و تسريع الإنتاج
و لم يكن لاستغلال الكهرباء فائدة لو لم تحول لمنتوج يشتريه الناس في شكل مصباح
.......
و هكذا دواليك من الاكتشافات و الاختراعات في كل المجالات : الفلاحية و الصناعية و الدوائية و الاتصالات و و و و و
حتى قاد تسارع أصحاب المال في تمويل و استغلال المشاريع العلمية إلى طفرة تكنولوجية لم تتوقف للحظة جريا وراء الربح
و لم يكن العالم لواكب تلك السرعة لولم توضع لبنات بناء المجتمعات الاستهلاكية
فصار الإنسان يحتاج إلى الكثير من الضروريات في حياته ليتماشى مع عصره في خدعة كبيرة طالت حتى الأفكار و القيم...
فإن قلتم : فما شأن الإتحاد السفياتي و التطور العلمي و لم يكن من ورائه ربح مادي ؟!
قلت : الدافع عند السوفيات كان مقارعة أمريكا و مجاراتها ندا لند ، فكان الأمريكان يجنون من تطورهم الربح و يحاول السوفيات أن يواكبوهم أو يسبقوهم بدافع الندية . فاستمرت أمريكا في التطور و الغنا معا و زال الاتحاد السفياتي المفلس و العنيد.
=========================================
بالنسبة لي هذه نظرة خاطفة لسبب ازدهار الغرب.
و بالتالي سبب تخلفنا كدول عربية لا يتعدى كوننا دولا فاشلة اقتصاديا بسبب سوء التسيير
و فشلنا الاقتصادي من أهم أسبابه أننا تحولنا إلى دول استهلاكية بالأساس
و كوننا دول استهلاكية من منتجات الغرب المستفيد من وضعنا على هذا الحال و المحرص على أن نبقى عليه...
طال بي الكلام و لم أكن أنويه فكثر .... ربما أكمل في مداخلة أخرى