عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم، خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم أخرجه ابن ماجه بإسناد حسن، وهو عند الترمذي إلا أنه لم يسم الصحابي.
وعند الترمذي الصحابي مبهم، وطريق الترمذي أصح من طريق ابن ماجه، طريق الترمذي -رحمه الله- رواه من طريق شعبة عن الأعمش عن يحيى بن وثاب عن رجل من أصحاب النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم، خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم .
وقد رواه عن الأعمش شعبة،
رواية الترمذي جيدة وإسنادها صحيح: المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم وهذا الحديث فيه كلام لأهل العلم يتعلق بمعناه وأن هذا هو الأصل، الأصل هو المخالطة، والأصل هو المجالسة، والأصل هو الاجتماع، هذا هو الأصل، اجتماع أهل الإسلام واختلاطهم وتلاقيهم في المجالس والمجامع والمساجد والطرقات، هذا هو الأصل يبذلون السلام، ويحسنون الكلام، ويأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر، ويدلون على الخير، ويتناصحون ويزيل الأذى عن الطريق، وينفع ويأمر ويصلح بين اثنين.
فهذا هو الأصل المخالطة، ولهذا كما يقول ابن الوزير الصنعاني - رحمه الله-: "العزلة عبادة الضعفاء وصيد الشياطين" لأن الأصل عدمها، فالضعيف الذي يعتزل وكذا يكون صيدا للشياطين ما لم يحصن بعلم ويكون اعتزاله لسبب، فلهذا إذا كان اعتزاله لسبب فلا بأس.
ولهذا بين أهل العلم وبحثوا وبينوا أن العزلة تكون بأسباب مثل أن يكون هنالك فتن وهنالك أمور تعرض تقتضي العزلة يوشك أن يكون خير -حديث أبي سعيد الخدري - مال أحدكم غنم يتبع بها شعف الجبال، ومواقع القطر، يفر بدينه من الفتن .
حديث أبي سعيد الخدري جاء في معناه أخبار أخر حديث أبي هريرة، والأصل هو عدم العزلة، إلا إذا اقتضى الأمر ذلك مثل ما وقع من بعض الصحابة في بعض الأحوال. نعم.
منقول