ما يروج له البعض عن أن الأحداث في سوريا نصرة للسنة وحد للتشيع أمر لا يتقبله عقل، وكما أن المال كان كفيلا بفتح هذه القنوات وبث سمومها بيننا فالمال كذلك يستطيع كف أذاها عنا، خاصة أنه يقترن بإرادة سياسية من طرف أقوى الأنظمة تاثيرا حاليا وأعظمها مالا وكفيل بنسخ تجربة غلق القنوات السورية الإخبارية على باقي القنوات الدعوية، مصر وقطر والسعودية فلا حجج لعدم غلق هذه القنوات إلا تفسير واحد وأراه الأقرب : الأحداث في سوريا فتنة طائفية مفتعلة غرضها القضاء على نظام سياسي ولا علاقة لها بنصرة أهل السنة وهناك من اندفع بحسن نية وبغريزة إنسانية ودينية لأن يتضامن مع أهلنا السنة هناك خاصة عندما نرى ما يصلنا من هناك لمذابح تطال الصغار قبل الكبار والنساء قبل الرجال، وهناك عدة قرائن تدعم هذا الرأي أولها أن السنة في العراق يواجهون نفس العصابات الشيعية وبنظام لا يقل طائفية عن نظيره في سوريا ولكن لاأحد فكر في التدخل هناك بما فيها دول الخليج التي تسعى لنبذ الطائفية هناك وإشهاراتها الممولة على قناة العربية والجزيرة تصور الطائفية بالإرهاب فما الفرق بين السنة في العراق والسنة في سوريا ؟ ثم أن من رآها حربا ضد الشيعة فلا أفيد لنا وللأمة الإسلامية أكثر من غلق هذا القنوات.
ملاحظة : لا ننكر مطالب الشعب السوري شأنه شأن كل الدول العربية بالحرية والديمقراطية ولكنها لا يجب أن تتحول إلى حرب أهلية طائفية لتنجح هذه الثورة في نظر البعض.