السلام عليكم و رحمة الله و بركاته..أما بعد..أخرج أبو نعيم الأصبهاني في " حلية الأولياء " ( 10 / 396 ) والذهبي في " تاريخ الإسلام " ( 6 / 501 ) ، وفي " سير أعلام النبلاء " ( 12 / 592 ) وذكره ابن الجوزي في " صفوة الصفوة " ( 4 / 85 ) والصفدي في " الوافي بالوفيات " ( 8 / 129 ) في ترجمة أحمد بن مهديّ بن رستم ، أحد حفّاظ الحديث من الأئمّة الثّقات وذوي المروءآت ، صاحب الدين المتين والمحدث الأمين أنفق على العلم المال الكثير المنور المنير آثار الرسول البشير النذير كان ذا سخاء وكرم راقب المعبود وخدم حليف العبادة والسهر أليف السنة والأثر.
وإليكم قصته المسندة :
قال أحمد بن مهديّ -رحمه الله- : جاءتني امرأة ببغداد ليلة من الليالي فذكرت أنها من بنات الناس ، وأنها امتحنت بمحنة وقالت لي: أسألك بالله أن تسترني ! فقلت: وما محنتك؟ فقالت: أكرهت على نفسي وأنا حبلى وذكرت للناس أنك زوجي وأن ما بي من الحمل فمنك فلا تفضحني واسترني سترك الله ! فسكت عنها ومضت، فلم أشعر حتى وضعت وجاء إمام المحلة في جماعة الجيران يهنئوني بالولد الميمون النجيب فأظهرت التهلل ووزنت في اليوم التالي دينارين ودفعتهما إلى الإمام فقلت: أبلغ هذا إلى تلك المرأة لتنفقها على المولود فإنه سبق ما فرق بيني وبينها ، فكنت أدفع في كل شهر دينارين أوصلهما إليها بيد الإمام وأقول: هذا نفقة المولود إلى أن أتى على ذلك سنتان، ثم توفي المولود فجاءني الناس يعزونني فكنت أظهر لهم التسليم والرضا فجاءتني المرأة بعد ذلك ليلة من الليالي ومعها تلك الدنانير التي كنت أبعث بها إليها بيد الإمام فردتها وقالت: سترك الله كما سترتني، فقلت لها: هذه الدنانير كانت صلة مني للمولود وهي لك لأنك ترثينه فاعملي بها ما تريدين " ...فأين أمثال ابن مهدي في معاشرنا ؟؟
[منقول بتصرف يسير..]