قال تعالى((ان الذين كفروا ينفقون اموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا الى جهنم يحشرون))
لندن –
– نشرت صحيفة "ذي غارديان" اليوم الاثنين تقريراً اعده مراسلها هيو توملينسون تحت عنوان "طهران منقسمة حول مليارات ينفقها رئيس استخباراتها لدعم نظام الاسد". وهنا نص التقرير:
"تنفق ايران مليارات الدولارات لدعم الرئيس الاسد في سوريا، محدثة صدعا في المستويات العليا للنظام في طهران في الوقت الذي لا تزال فيه الحرب في طريق مسدود.
وتسبب الفشل في حسم النزاع السوري لصالح الرئيس الاسد، على الرغم من الدعم العسكري والمالي الضخم للنظام في دمشق في انقسام بين المرشد الاعلى للثورة الاسلامية آية الله علي خامنئي وبين مسؤول التجسس الفريق قاسم سليماني.
وبحسب تقارير استخبارية غربية اوصلت تفاصيلها الى "ذي تايمز" واكدتها مصادر اخرى، فان الرجلين- اللذين كانا مقربين لسنوات- هما الآن على خلاف بسبب الفشل في قمع الانتفاضة المستمرة منذ 18 شهرا. ويعتقد أن ايران انفقت ما لا يزيد عن 10 مليارات دولار. وكان منشقون عن قوات الاسد قد ابلغوا منسقين للجيش السوري الحر في الخليج بأن ايران تدفع رواتب القوات الحكومية السورية منذ اشهر، اضافة الى تقديمها الاسلحة والدعم اللوجستي.
وزاد هذا الانفاق الضخم من الاحتكاك في طهران في الوقت الذي يرزح فيه الاقتصاد تحت عقوبات اقتصادية فرضها الغرب لكبح برنامج ايران النووي المثير للجدل.
ويقوم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني، بوضع الاستراتيجية الايرانية مع وكلائها في انحاء المنطقة، ومن بينهم حزب الله و"حماس".
وفي اواخر العالم الماضي، طمأن آية الله خامنئي الى ان بوسعه عكس التيار في سوريا وسحق الثوار.
وعوضا عن ذلك، فان الصراع تحول الى مأزق دموي، تقوم فيه ايران بضخ الاسلحة والجنود والاموال الى سوريا لمواجهة الدعم للثوار من جانب السعودية وتركيا وقطر، تحت اشراف من الولايات المتحدة.
وزاد نشر النظام السوري قوته الجوية في الاشهر الاخيرة من حصيلة الضحايا المدنيين من دون ان يحدث اختراقاً، بينما لا يزال الثوار يفتقرون الى قوة نارية حاسمة. ومع وصول الحرب الى طريق مسدود، فان ايران تركت لتدفع فاتورة باهظة.
وقال مصدر عسكري غربي: "سليماني وعد خامنئي بأنه يستطيع قلب الوضع في سوريا وقد فشل في تحقيق ذلك".
وتدرك الحكومة الايرانية ان هذه اموال لا يمكنها تحمل تبديدها مع وجود اقتصادها على حافة الانهيار. وقد ارتفعت مستويات التضخم والبطالة وهناك شعور واسع بعدم الرضا في اوساط الايرانيين العاديين تجاه ولع النظام بالحرب في سوريا في وقت ما تزال فيه العقوبات تلسع.
ويتساءل رموز بارزون في النظام ايضا بشأن الاستراتيجية الايرانية في سوريا، ويعربون عن قلقهم من حدوث اضطرابات في البلاد اذا استمر النزاع واذا اتضح حجم الانفاق الايراني.
واعادت ايران التأكيد على دعمها للرئيس الأسد نهاية الاسبوع. وأكد علي اكبر ولايتي، مستشار السياسة الخارجية لآية الله خامنئي، ان انتصار نظام الأسد "حتمي" وانه سيمثل نصرا لايران.
ولكن خلف الكواليس، تدرس ايران خيارات اخرى، وتعيد فتح محادثات مع مجموعات معارضة مختلفة، من بينها حركة الاخوان المسلمين السورية، في مسعى للاحتفاظ بحصة في البلاد في حال سقوط نظام الاسد.
وقال مصدر عسكري في الخليج: "انهم بحاجة الى وقت لبناء التحالفات للتأكد من عدم طرد ايران من سوريا للأبد". ويشكل الفشل في سحق الثورة السورية اول لطمة حقيقية لسمعة سليماني. ويذكر ان سليماني هو رئيس فيلق القدس منذ عام 2002، وكان قد نظم التمرد الشيعي ضد القوات التي تقودها الولايات المتحدة في العراق، وقد دخل بغداد تحت نظر الاميركيين واصبح من الشخصيات المحبوبة للنخبة المتشددة في طهران.
وهو قريب من آية الله علي خامنئي لدرجة انه قيل انه سيتنافس على الرئاسة عندما تنتهي رئاسة محمود احمدي نجاد العام المقبل، لكن معظم المراقبين يعتقدون انه لن يتنافس على المنصب في الوقت الحاضر.
ومن المشكوك فيه ما اذا كان سيزيد من قوته اذا اصبح رئيساً. ومع بقاء الصراع السوري غير محسوم، وكون الشرق الاوسط الاعم في حالة حراك والخطر المتزايد لهجوم اسرائيلي على نمنشآت ايران النووية، من المحتمل ان يستنتج آية الله خامنئي ان سليماني سيخدم طهران بصورة افضل في دوره الحالي.
وتورط ايران في سوريا معروف منذ اشهر ولكن طهران نفت ان لها جنوداً في دمشق الى ما قبل اسبوع عندما اكد الجنرال محمد علي جعفري، قائد الحرس الثوري، وجود اعضاء من فيلق القدس هناك.
ويشهد على كذب ادعاء طهران ان تورطها حديث العهد ظهور صورة لشاهد قبر في مقبرة جنة الزهراء في طهران. ويحمل الشاهد اسم محرم تورك، 33، وشارة الحرس الثوري، ونقش يقول "استشهد في دمشق" والتاريخ 19 كانون الثاني (يناير) من هذه السنة. وقد نشرت الصورة على فيسبوك واشتد الاقبال على مشاهدتها اسبوعين.
وقال موقع "وحيد" الايراني ان تورك قتل خلال التدريب عندما انفجرت قنبلة يدوية في يده".
المصدر:
صحيفة القدس