تعد نظرية أفعال الكلام جوهر الدراسات التداولية الغربية و لكن بتحديد مفهومها نجد أن علماء اللغة في التراث العربي لم يكونو بعيدين عنها وذلك ضمن نظرية الخبر و الإنشاء الذي أسس لها كل من سيبويه ،الجرجاني ، و السكاكي كما اهتم بها الأصوليون و طبقوها على القرآن الكريم نذكر منهم القرطبي و الرازي .و مفهوم الفعل الكلامي عند أوستين و تلميذه سيرل هو التصرف أو العمل الاجتماعي أو المؤسساتي الذي ينجزه الإنسان بالكلام , أي الإنجاز الذي يؤديه المتكلم بمجرد تلفظه بالكلمة مثل الأمر و النهي و الاستفهام و التعيين و التهنئة و التعزية فهي كلها أفعال كلامية و نجد نظير ذلك في اللغة العربية من خلال المقاصد و المعاني و الإفادات المرتبطة بفكرة التواصل اللغوي الذي يعد ركيزة أساسية عند التداوليين ، فالذي يمثل نظرية أفعال الكلام في اللغة العربية :الأساليب المختلفة خبرية أو إنشائية و دلالات حروف المعاني فهي في نظر الدارسين ليست مضامين و دلالات فحسب بل تتجاوز ذلك إلى الانجازات و الأغراض التواصلية الاجتماعية و التأثير في المخاطب من خلال حمله على فعل شئ أو اجتنابه .
المصدر كتاب : الدكتور مسعود صحراوي . التداولية عند علماء العرب