شيخ الاسلام الثاني ابن القيم رحمه الله في بدائع الفوائد(2/95)
قال رحمه الله في الوابل الصيب : ... وهذا معنى قول أبن عباس في قوله سبحانه وتعالى : { لا تدركه الأبصار } : قال : ذلك الله عز و جل إذا تجلى بنوره لم يقم له شيء وهذا من بديع فهمه رضي الله تعالى عنه ودقيق فطنته كيف وقد دعا له رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يعلمه الله التأويل فالرب تبارك وتعالى يرى يوم القيامة بالأبصار عيانا ولكن يستحيل إدراك الأبصار له وأن رأته فالادراك أمر وراء الرؤية وهذه الشمس ـ ولله المثل الأعلى ـ نراها ولا ندركها كما هي عليه ولا قريبا من ذلك ولذلك قال ابن عباس لمن سأله وأورد عليه { لا تدركه الأبصار } فقال : ألست ترى السماء ؟ قال : بلى قال : أفتدركها ؟ قال : لا قال : فالله تعالى أعظم وأجل .
**************
(3) بدائع الفوائد(2/96)