يقول الله سبحانه وتعالى: " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".
مقدمـة
لطالما اعتمد مالك بن نبي هذه الآية الكريمة في تحليلاته ملفتا النظر و منبها كون التغيير بالمجتمعات، يجب أن يحدث من داخلها وليس جراء عوامل خارجية.
وإذا حدث ذلك لدى الأمة الإسلامية، فإن تحولاتها من الأسوء إلى الأحسن، تكون وفق التعاليم الإسلامية السمحة ومن ثم تتحقق إرادة الله سبحانه وتعالى.
وسيتم التعرض للموضوع وفق تقسيمه إلى جزأين:
الأول: ربط الاقتصاد بالحضارة والعامل الاجتماعي مع نقد الحلول المستوردة،
الثاني: محاولة لحصر عناصر بناء الحضارة أو القيام بالنهضة.
أولا: علاقة الاقتصاد بالحضارة والظاهرة الاجتماعية على ضوء تفنيد النماذج المستوردة:
لقد ربط المفكر الإسلامي مالك بن نبي بين النشاطات الحضارية ومنها البعد الاقتصادي وذلك دون التخلي عن الظاهرة الاجتماعية التي تعد بمثابة المحور الأساسي لتكوين الحضارة وتطورها، الكل في ظل الثقافة الإسلامية و من ثم عمد إلى نبذ الحلول أو النماذج المستوردة.