![]() |
|
خيمة الأدب والأُدباء مجالس أدبيّة خاصّة بجواهر اللّغة العربيّة قديما وحديثا / مساحة للاستمتاع الأدبيّ. |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
مقامات النموشي ** المقامة الحرقية **
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() المقامة الحرقية حدثنا عباس النموشي قال : لقانا القدر بثلة شباب ، بمحاذاة النوفل العباب ، يبتغون من هذا البلد الفرار و لا يحبون غير الأسفار ، و قبل اتخاذ القرار ، ينعقد الأمر في الدار ، لأنهم سيخوضون الغمار ، فيجتمعون كالأشرار في كتمان لأسرار ، حول الموقد و النار ، يتوسطهم شاب سمين ينادونه العقل المدبر أمين ، فيفاوضهم في قيمة المال ، لأنه سيد الأمر و المنال ، ثم يأتي الأمر والحال ، و خبر اليخت فيباركونه من سوء البخت ، و ينتظرون قدوم مبشر البحر لأنهم سيغادرون مع وقت السحر ، وبعد بشارة الخير ، ينسحبون من الدار بلا ضير ، و يمشون تباعا كأنهم غزلان تخشى سباعا ، و كل منهم يبتغي الجنة ، و يطلب من المولى الإعانة و المنة ، ليست جنة الرضوان ، بل جنة تايوان ، في بلاد الغرب ، و راء بحر العرب ، فيركب هذا السرب أهوال الكرب ، و قبل الولوج في اليم ، ينزل بشير لهم فيقرب منهم اليأس ، و يقول بعضهم بئس ، و يتلو بعضهم عبس ، فيبادرهم صاحب الأمر بقوت السفر مع الخمر ، كي ينسوا الأهوال و ما ينتظرهم من الأحوال ، و يشقون في البحر طريق ، يستوي فيه كل الفريق ، فإن لاقاهم حرس السلطان ، خاب الوصول لذاك المكان ، و إن لاقاهم شبح الإعصار ، خاب الرجاء و قرب الاحتضار ، و إن نفد الماء ، حل العناء و قرب الفناء ، و إن حالفهم حظ الوصول ، ملأت الحيرة تلك العقول ، لان بني الأصفر يبغضون بني الأسمر ، من أيام الأندلس و أيام الشجعان إلى يوم أن صار العربي عالة و جبان ، فمن أمسكوه بعد العذاب يعدموه ثم بالنار يحرقوه و يجمعون دقيقه المحروق ، و يذروه في النهر ، و تنتهي القصة في البحر ، بعدما تدرس عام و شهر .
|
||||
![]() |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc