السلام عليكم و رحمة الله
وجهــــــة نظـر في القضيـــــة السوريـــــــــــة
ليس من عادتي الحديث عن القضية السورية إلا نادرا
لكني إرتأيت أن أتحدث عن آرائي بعدما رأيت العديد من أعضاء المنتدى يحولون الصراع
لإسقاط نظام بشار الأسد إلى الصراع ضد الطائفة العلوية
بل و البعض أصر أن الحرب في سوريا هي حرب دينية و كأنه يقول أن المتصارعين
هو بين الحق " الثوار " ، و الباطل " النظام "
مع أنني شخصيا أتمنى سقوط نظام بشار الأسد سريعا ، لكني لا أرى الأحداث بعين عوراء ،
البعض يقول أنها حرب دينية و أن الثوار مع الحق ، فهل عند الله سبحانه و تعالى ، هو الحق أيضا ؟
حتى و لو كان نظام بشار الأسد يقوم بحرب ضد السنة ، هل من الصواب أن يعلن الثوار
حربهم ضد الطائفة العلوية جمعاء ؟
كنت دوما أتمنى أن يكون الهدف من الثورة هو إسقاط ديكتاتور ،
لكني تعجبت في الثورة السورية أن يتحول الهدف عند بعض أعضاء منتدى الجلفة إلى الإستئصال الديني
لا ننكر أن حقائق الطائفة العلوية و توجهاتها الدينية هو من باب الجاهل في نظر الطائفة السنية
لكن هذا لا يعطي الحق للطائفة السنية بإتباع مبدأ الإستئصال ضدها
و تحويل الحرب في سوريا إلى حرب دينية سيؤدي إلى خسارة القضية و فشلها ، و بكل أسف
بل و سيكونون حينها ، " أي بتحويل الثوار حربهم لإسقاط النظام إلى الحرب الدينية
سيكونون قد سقطوا في الفخ الذي نصبه لهم النظام السوري
و أضيف إلى ذلك أنه لن يكون للثورة السورية نجاح سريع سوى عن طريق واحد و هو :
إنضمام الطائفة العلوية للثورة
و إنشقاق قياداتها عن بشار الأسد
و إن لم يحدث ذلك فسيكون سقوط النظام السوري ثمنه عشرات الآلاف من الضحايا و
ربما فتنة طائفية مستمرة في سوريا
أعلم أنكم ستغتاضون إن قلت لكم أن التسريع في سقوط النظام السوري مفتاحه عند الطائفة العلوية
لكنها الحقيقة التي يجب على الجميع تقبلها
و الدعوة في الإسلام لم تكن بالسيف و الدماء ، بل الدعوة بالحسنى
و حتى ذلك الشخص الذي كان ينتمي للطائفة العلوية أو شيعي ،
فقد ينضم يوما ما للطائفة السنية و قد يهديه الله
و الحقائق التاريخية للطائفة العلوية ، لا تعطي الحق للسنة بأن يرفعوا عليها السلاح دون تمييز
فــ نحن لا نحتكر هداية الغير و لا نملكها
قال تعالى ( إِنّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَـَكِنّ اللّهَ يَهْدِي مَن يَشَآءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ )
فإتقوا الله فيما تكتبون
بــ قلم رصاص
أستاذ بجامعة أدرار
و السلام عليكم