حكاية الصمت... و الأفئدة التي تحترق.

[محمد داود]

حكاية الصمت... و الأفئدة التي تحترق.
فاجأنا الصمت, و هو ينبع من قرار يقتل الكلام في أفواه الجامحين, و الأعاصير الكظيمة التي عراها الفتور.
و الصمت, شمس من نحاس, ثار من غياب اصطاد فيه اللؤلؤ, و قال لهم: لا تفرحوا, إذا رأيتم البدر قد اكتمل..
و أن الصحراء تبقى تشكو الظمأ..
و يبقى العشاق في حب و شعر ..
و ان النهاية قريبة قبل أن يرتد اليكم طرفكم.
أيها الصمت, عمرك أطول من سكوتهم, و مثلك يمشي حين يتوقفون, و يشق السكون ليوفر رخاء من عسرة.
فأغمض و أقلع خيطا من سم خياط و اترك صمتك يلج هيبتهم المفتعلة.
أيها الصمت, دمنا لك حبرا فأكتب من الحروف لحنا و نغما يذهب الحزن و يعانق مآسي المضطهدين الذين احترقت أفئدتهم ألما ليحافظوا على الرضا الذي يجري في أوردة الوطن.
أيها الصمت.. ألم تعلم بأن قومك اطمأنوا للحق الذي لم يخن الحق؟
و لما تبين لهم أن الموج يقدمه موج, اطمأنوا و تركوهم يتسمرون وراء ليل مثقوب ينجلي عبثا في لعبهم الذي انتهت فصوله...