مجتمعنا الاستخفاف والامبالات سمته . ولدينا فيها فنون، يمكننا تدريسها لشعوب العالم. فنحن لا نبالي بالأشياء، ولا نقدر العواقب. نستخف بكل شيء ونشعر بالفخر إزاء ذلك.
نستخف بالحياة نفسها، ولا نقيم لها وزناً إلى درجة أننا نحتقرها في كثير من الأحيان. نهمل صحتنا، فلا نكترث لوعي صحي، وربما نسخر من أولئك الذين يحدثوننا عن أهمية الصحة، ظنا منا أننا سنبقى دوماً في أتم صحة وعافية، وأننا لن نمرض، حتى إذا جاء المرض نستخف به أيضاً.
نقطع الإشارة الحمراء، ونتحدى قواعد المرور ونظن أننا غير معنيون بها، فهي وجدت لغيرنا، وليس لنا.
نطلق العنان لسياراتنا في الشوارع دون أدنى ملاحظة للسرعة المسموحة، فلا فرق بين مدينة أو قرية، وليس مهماً إن كانت هناك مدارس في الجوار.
نستخف بلغتنا العربية ونتشدق بلهجات عامية غير لهجتنا، ونقحم الكلمات والعبارات الفرنسيةعلى ألسنتنا، وندعي بأننا أهل لغة الضاد التي نزل بها القرآن الكريم.
نستخف بعقولنا، وعقول أولادنا وبناتنا، فنذهب إلى مدارس وجامعات جعلت من أهدافها حشر المعلومات عديمة الفائدة في أذهاننا، ونلوم أنفسنا فيما بعد حين لا نجد من حولنا مبدعاً أو عالماً أو مفكراً حقيقياً.
نحارب المواهب خاصة عند شبابنا ونهاجمها بكل ما أوتينا من كلمات رديئة، من أجل طمسها .
نعادي القراءة، فلا نقرأ . فقدنا القدرة على شيء اسمه تذوق النص، أو فهم النص، لأننا ببساطة قطعنا كل علاقاتنا بالنص.
قطعنا الحبل السري مع العلم والمعرفة، واكتفينا بالجهل من كل نوع، وسعينا نحو الشهادات الورقية التي هي في معظمها شهادات مزورة، لا تعكس أي قيمة حقيقية لحاملها.
نستخف بالمعلمين في المدارس، بل وغدونا نعتدي عليهم، غير مكتفين بإنزالهم ِإلى أدنى مرتبة اجتماعية، ونريد منهم في الوقت نفسه تربية أطفالنا!
وبكل موضوعية نحن قوم خارج مجال التغطية!!!!