تونس: مسيرة احتجاجية واضراب عام في مدينة سيدي بوزيد
انطلقت اليوم الثلاثاء مسيرة احتجاج جابت عدة شوارع مدينة سيدي بوزيد، يأتي ذلك وسط اضراب عام تشهده المدينة اليوم ويستمر ليوم الغد للمطالبة بالإفراج عن المتظاهرين الذين احتجزوا في اعقاب أحداث الأسبوع الماضي.
2012 / 08 / 14
أنباء موسكو
وقدر الصحفي والناشط السياسي من سيدي بوزيد، الحبيب الهادي الورتاني، اليوم الثلاثاء في اتصال مع "أنباء موسكو" اعداد المشاركين في المسيرة بالمئات.
وأكد أن المسيرة لم تشهد أي احتكاكات مع رجال الأمن وأنها ستختتم بوقفة احتجاجية امام المحكمة الابتدائية للمطالبة بإطلاق سراح الموقوفين وانها شهدت هتافات مناوئة لحركة النهضة الاسلامية.
واغلقت الادارات والمتاجر ابوابها صباحا بحسب وكالة "فرانس برس"، باستثناء "الجزارين" الذين فتحوا متاجرهم لتمكين السكان من شراء اللحم في ليلة القدر التي يحتفل بها ليل الثلاثاء الاربعاء الفاصلة بين يومي 26 و27 من شهر رمضان. مما يوحي باستجابة واسعة للدعوة للأضراب العام التي اطلقها الاتحاد العام التونسي للشغل واتحاد اصحاب الاعمال ومنظمات المجتمع المدني واحزاب سياسية معارضة.
وكانت الهيئة الإدارية للاتحاد الجهوي للشغل بمحافظة سيدي بوزيد التونسية قد أوضحت في بيان لها، أن الإضراب العام الذي دعت إليه يأتي للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين على خلفية التحركات الاحتجاجية التي شهدتها مدينة سيدي بوزيد خلال الأيام القليلة الماضية.
وأعربت الهيئة في بيانها عن استنكارها لما وصفته بالتصريحات المجانية لوزير الداخلية التونسي، علي لعريض، ولمحافظ سيدي بوزيد. وحذرت في نفس الوقت من أن منطقة سيدي بوزيد تعيش وضعاً سيئاً مرشحاً إلى مزيد التأزم والتعقيد.
وكان علي لعريض وزير الداخلية في الحكومة التونسية المؤقتة قد اتهم في تصريحات سابقة أطرافاً يسارية ونقابية بالتورط في التحركات الاحتجاجية التي بمحافظة سيدي بوزيد خلال الأيام الماضية.
ورأت الهيئة الإدارية للاتحاد الجهوي للشغل، أحد أكبر 3 منظمات نقابية في تونس، أنه بات يتعيّن على السلطات التونسية العمل من أجل التخفيض من حدة الغليان في محافظة سيدي بوزيد عبر دفع الاستثمار والقضاء على التهميش والبطالة.
وشهدت مدينة سيدي بوزيد (365 كيلومترا جنوب تونس العاصمة) الأسبوع الماضي مظاهرات احتجاجية سرعان ما تحولت إلى مواجهات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن التي استخدمت الرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع لتفريق المحتجين الذين يطالبون ب"حقهم في التنمية".
ثم ما لبثت المواجهات ان شملت بقية مدن محافظة سيدي بوزيد منها المكناسي والرقاب ومنزل بوزيان التي سقط فيها اول شهيد خلال الثورة ،كما شملت أيضا بعض المدن والقرى والمحافظات المجاورة مثل صفاقس والقيروان والقصرين والمهدية والكاف.
ولاتزال غالبية المناطق في وسط وجنوب البلاد التونسية تعيش حالة من التوتر والاحتقان بسبب تواصل انقطاع الماء والكهرباء، وتراكم النفايات والأوساخ، وتردي الخدمات، وانعدام فرص العمل.
وترفض الحكومة التونسية المؤقتة الانتقادات الموجهة لها بالتقصير بمعالجة قضايا الجهات الداخلية، ولا تتردد باتهام بعض القوى اليسارية الفوضوية ، وبقايا النظام السابق بالوقوف وراء التحركات الاحتجاجية التي وصفتها بـ الثورة المضادة
وأثارت هذه الاتهامات وما رافقها من إفراط في استخدام القوة في نظر الناشطين، حفيظة العديد من الأحزاب السياسية التي نددت بما وصفته "القمع الوحشي" الذي واجهت به الحكومة المؤقتة والسلط المحلية والجهوية المسيرات التي شهدتها قرى ومدن سيدي بوزيد والقيروان وصفاقس والمهدية والكاف.