عاشت مصر أمس الأول ليلة ملتهبة بكل المقاييس، في ظل تزايد ردود الفعل المعارضة للتشكيل الحكومي الجديد، وتواصل الاشتباكات بين المسلمين والمسيحيين في قرية دهشور بمحافظة الجيزة، ووقفات احتجاجية أمام سفارة بورما بالقاهرة وحرق علم ميانمار، اعتراضا على المذابح والتطهير العرقي الذي يتعرض له المسلمون هناك، ومحاولة حرق بعض مقرات حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين.
واتهم الشيخ جابر قاسم، وكيل مشيخة الطرق الصوفية في محافظة الإسكندرية، كلا من أمريكا وإسرائيل بتدبيرهما لعميات التطهير العرقي ومحاربة الإسلام والمسلمين في مختلف دول العالم، ومؤكدا أن الوقفة الاحتجاجية التي شارك فيها عدد من الشخصيات الإسلامية والمدنية أمام مقر سفارة بورما بالقاهرة وحرق علم ميانمار، ما هي إلا خطوة تصعيدية أولى، لمواجهة الصهيونية العالمية التي تسعى إلى طمس الإسلام.
وقال الشيخ جابر قاسم في تصريح لـ''الخبر''، إنه تم رفع نداء للمجتمع الدولي من خلال الأمم المتحدة من أجل التدخل الفوري، لوقف الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، والانتهاك الصارخ في حق مسلمي بورما، ومؤكدا أنه طلب من مشيخة الأزهر الشريف دعوة المجلس العالمي الإسلامي بضرورة الانعقاد، وتشكيل لجان تقصي للبحث في الأزمة، لاستنهاض الأمة الإسلامية ووقف مذابح المسلمين في بورما، وطرد سفيرها من القاهرة وعودة السفير المصري، وقطع العلاقات نهائيا مع هذه الدولة.
واستنكر وكيل مشيخة الطرق الصوفية بالإسكندرية صمت وتخاذل المجتمع الدولي حيال هذه الأزمة، والتطهير العرقي المستمر ضد المسلمين في مختلف دول العالم، التي يمثلون فيها الأقلية، متسائلا ''أين هي أمريكا التي تنادي بحماية الأقليات المسيحية في مصر، وتدعي بأنها راعية للديمقراطية وحقوق الإنسان، ولم لم تتدخل لحماية الأقليات الإسلامية في المجتمعات الغربية، وأرى أن عدم اتخاذ أمريكا القرار حيال الأزمة، دليل على تواطئها مع الكيان الصهيوني والصهيونية العالمية واليهود، في تفرقة المسلمين ومحاربة الإسلام بعدما انتهت من محاربة الشيوعية''.
من جهته، قال فرج الله جاد الله القيادي بالجماعة الإسلامية إن استمرار اضطهاد المسلمين راجع إلى تقصير الحكام العرب والمسلمين في الدفاع عن الإسلام، ودعاهم إلى التكاتف وإرسال جيوش إلى بورما لردع أعداء الإسلام، ومساندة المسلمين هناك والدفاع عن أعراضهم، مضيفا في حديث مع ''الخبر''.. ''نحتاج فعلا لوقفة جادة وصارمة من الحكام العرب، خاصة الذين تم تنصيبهم بعد الثورات العربية التي أطاحت بالأنظمة الفاسدة، لمواجهة من يمارسون أبشع أنواع القتل والتنكيل ضد المسلمين، في ظل صمت دولي رهيب''.