عنوان كيف دخل التتر بلاد المسلمين.1.2.3 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية

قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية تعرض فيه تاريخ الأمم السابقة ( قصص الأنبياء ) و تاريخ أمتنا من عهد الرسول صلى الله عليه و سلم ... الوقوف على الحضارة الإسلامية، و كذا تراجم الدعاة، المشائخ و العلماء

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

عنوان كيف دخل التتر بلاد المسلمين.1.2.3

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-08-07, 03:31   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










B9 عنوان كيف دخل التتر بلاد المسلمين.1.2.3

(عنوان كيف دخل التتر بلاد المسلمين [1] : لمحة عامة)

أفتتح ذكر تاريخ الامبراطوريات بهذه الامبراطورية الضخمة لسببين :

أولهما : عدم معرفة أكثر المثقفين بطبيعة هذه الامبراطورية.
ثانيهما : في سرد أجزاء من تاريخها عبرة عظيمه لنا المسلمين حيث انتصرنا عليهم انتصاراً عظيماً ساحقاً في النهاية .

وها أنذا أذكر كلاماً لامثيل له في شأنهم للإمام ابن الأثير الجزريّ صاحب (( الكامل )) في التاريخ ، ثم أذكر مقاطع مهمة في الحلقات القادمة إن شاء الله تعالى ، لوصله بواقعنا المعاصر ، و أختم هذه الحلقات بالحديث عن المعركة العظمى عين جالوت ، ثم أعقب بذكر الأمر المدهش ، ألا وهو دخولهم في الإسلام .


يقول ابن الأثير رحمه الله في كتابه الكامل في التاريخ تحت عنوان : ذكر خروج التتر إلى بلاد الإسلام :


لقد بقيت عدة سنين معرضاً عن ذكر هذه الحادثة استعظاماً لها كارهاً لذكرها فأنا أقدم إليه رجلاً و أؤخر أخرى ، فمن الذي يسهل عليه أن يكتب نعي الإسلام و المسلمين ، ومن الذي يهون عليه ذكر ذلك ، فياليت أمي لم تلدني ، و يا ليتني مت قبل هذا و كنت نسياً منسياً ، إلا أني حثني جماعة من الأصدقاء على تسطيرها ، و أنا متوقف ، ثم رأيت أن ترك ذلك لا يجدي نفعاً فنقول :


هذا الفعل يتضمن ذكر الحادثة العظمى و المصيبة الكبرى التي عقمت الأيام و الليالي عن مثلها ، عمت الخلائق و خصت المسلمين ، فلو قال قائل : إن العالم مذ خلق الله سبحانه و تعالى آدم إلى الآن لم يبتلوا بمثلها لكان صادقاً فإن لتواريخ لم تتضمن ما يقاربها ولا ما يدانيها . ومن أعظم ما يذكرون من الحوادث ما فعله بختنصر ببني إسرائيل من القتل و تخريب البيت المقدس ، و ما البيت المقدس بالنسبة إلى ما خرب هؤلاء الملاعين من البلاد التي كل مدينة منها أضعاف البيت المقدس . وما بنو إسرائيل بالنسبة إلى من قتلوا ، فإن أهل مدينة واحدة ممن قتلواأكثر من بني إسرائيل ، ولعل الخلق لا يرون مثل هذه الحادثة إلى أن ينقرض العالم و تفنى الدنيا إلا يأجوج و مأجوج ، و أما الدجال فإنه يبقي على من اتبعه و يهلك من خالفه ، و هؤلاء لم يبقوا على أحد بل قتلوا النساء و الرجال و الأطفال وشقوا بطون الحوامل و قتلوا الأجنة ، فإنا لله وإنا إليه راجعون ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم لهذه الحادثة التي استطار شررها ، وعم ضررها ، وسارت في البلاد كالسحاب استدبرته الريح .


فإن قوماً خرجوامن أطراف الصين فقصدوا بلاد تركستان مثل كاشغر وبلاساغون ثم منهم إلى بلاد ما وراء النهر مثل سمرقند و بخارا و غيرهما فيملكونها و يفعلون بأهلها ما نذكره ، ثم تعبر طائفة منهم إلى خراسان فيفرغون منها ملكاًو تخريباً و قتلاً و نهباً ، ثم يتجاوزونها إلى الريّ و همذان وبلد الجبل و ما فيه من البلاد إلى حد العراق ، ثم بلاد أذريبجان و أرانية و يخربونها و يقتلون أكثر أهلها ، ولم ينج إلا الشريد النادر في أقل من سنة ، هذا مالم يسمع بمثله ، ثم لما فرغوا من أذربيجان و أرانية ساروا إلى دربند شروان فملكوا مدتهولم يسلم غير القلعة التي بها ملكهم ، وعبروا عندهم إلى بلد اللان و اللكز و من في ذلك الصقع من الأمم المختلفة فأوسعوهم قتلاً ونهباً و تخريباً ، ثم قصدوا بلاد قفجاق وهم من أكثر الترك عدداً فقتلوا كل من وقف لهم فهرب الباقون إلى الغياض ورؤوس الجبال و فارقوا بلادهم و استولى هؤلاء التتر عليها ، فعلوا هذا في أسرع زمان لم يلبثوا إلا بمقدار مسيرهم لا غير ، ومضى طائفة أخرى غير هذه الطائفة إلى غزنة و أعمالهم و ما يجاورها من بلاد الهند و سجستان وكرمان ففعلوا فيها مثل فعل هؤلاء و أشد .


هذا مالم يطرق الأسماع مثله ، فإن الإسكندر الذي اتفق المؤرخون على إنه ملك الدنيا لم يملكها في هذه السرعة إنما ملكها في نحو عشر سنين ، ولم يقتل أحداً إنما رضي من الناس بالطاعة ، وهؤلاء قد ملكوا أكثر المعمور من الأرض و أحسنه و أكثرة عمارة وأهلاً و أعدل أهل الأرض أخلاقاً و سيرة في نحو سنة ، ولم يبت أحد من البلاد التي لم يطرقوها إلا وهو خائف يتوقعهم و يترقب وصولهم إليه ، ثم إنهم لا يحتاجون إلى ميرة و مدد يأتيهم فإنهم معهم الأغنام و البقر و الخيل و غير ذلك من الدواب يأكلون لحومها لا غير، و أما دوابهم التي يركبونها فإنها تحفر الأرض بحوافرها ، و تأكل عروق النبات ،لا تعرف الشعير ، فهم إذا نزلوا منزلاً لا يحتاجون إلى شيء من خارج ، و أما ديانتهم فإنهم يسجدون للشمس عند طلوعها ، ولا يحرمون شيئاً فإنهم يأكلون جميع الدواب حتى الكلاب و الخنازير و غيرها ، و لا يعرفون نكاحاً بل المرأة يأتيها غير واحد من الرجال ، فإذا جاء الولد لا يعرف أباه .


ولقد بلي الإسلام والمسلمون في هذه المدة بمصائب لم يبتل بها أحد من الأمم ، منها هؤلاء التتر قبحهم الله ، أقبلوا من المشرق ففعلوا الأفعال التي يستعظمها كل من سمع بها ، نسأل الله أن ييسر للإسلام و المسلمين نصراً من عنده ، فإن الناصر و المعين و الذاب عن الإسلام معدوم ( و إذا أراد الله بقوم سوءاً فلا مرد له وما لهم من دونه من وال ) ، فإن هؤلاء التتر إنما استقام لهم هذا الأمر لعدم المانع ، و سبب عدمه أن خوارزمشاه محمداً كان قد استولى على البلاد وقتل ملوكها و أفناهم و بقي هو وحده سلطان البلاد جميعها ، فلما انهزم منهم لم يبق في البلاد من يمنعهم ولا من يحميها ( ليقضي الله أمراً كان مفعولاً ).



ا لكامل في التاريخ ( 9 / 329 )









 


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
المسلمين.1.2.3, البتر, بلاد, عنوان


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 10:40

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc