مَــازالْ واقْفـِـــــينْ...؟
بعـــد مرور خمسين سنة (وليس عامًا) من الإستقــلال...
وبلغة أخـــرى : بعْــد نصـــف قرن من الإسْتغْـــلالْ...
مازلْنا واقفينْ...
رغــم حرارة الظّلم ...
وبُرودة الدّم ...
في قلوب ميْتى ...
لاتعترفُ إلاّ بما هــو إسم ...
أو أحد الكــوادر الخــشنة...
إلاّ أنّنا مازلْنا واقفينْ...
رغم الثاّلُوث المُـــرعب...
الحُقرة ، المحسوبية ، الرّشوة...
إلاّ أنّنا وبحمـــد اللّه تعالى...
مازلنا واقْفين...
رغم الغــلاء الفاحش للأسْعارْ...
وطــول الانْتظار...
في طابور ليس له بداية و له نهاية...؟
رغم أزمة السّكن...
وندرة المــهن ( أتحدّث عن مهنة حقيقية )...
وهاجس الأمــن...
إلاّ أنّنا وبكل تفاخر...
مازلْنا واقْفينْ...
رغـــم الانْحلال الخُلُقي المُـــرْعب...
والانتشـــار الفاضــح لتقاليد لاتمتُ لنا بصــلة...
رغـــم أنّنا صرْنا روّاد العالم في حوادث المــرور...
وتراكم النّفــايات بشكل محظـــور...
رغــــم مُدُننا السيّئة ...
وشوارعـــنا المُهْترِئة...
ومعابرنا الرّديئة...
رغـــم غياب القــــرارْ...
وارتفاع نسبة الانْتحـــارْ...
والفوضى العارمة في كُلّ دارْ -قطــاع-...
إلاّ أنّنا وبكل اعْــــتزازْ...
مازلْنا واقْفينْ...
رغـــم كثرة الإخـــتلاسْ (الهــبش)...
ونــبْرة الإفْـــلاسْ ( قريبا إذا استمرّ الحال )...
وغِـــيابِ الإحساسْ (الحسّ المدني)...
إلاّ أنّنا وبكل انْتــكاسْ...
مازلْنا واقْفينْ...
*********************
رغْـــم الانقطاعات المُتكرّرة للكهــرباء...
بحجـــجٍ واهية أحيانا وأخرى يُنمّقُّها الغــباء...
رغْـــم ندرة المـــاء الشّروب...
في تلالنا أكثر منْه في الجنوب...
إلاّ أنّنا وبحمــد اللّه تعالى...
مازالْ واقْفــــينْ...
وليدة اللّحـــظة / بقلم غـــروب.