بالأمـــــــــــس كانوا معـــــــــنا واليوم قد رحلــــوا عــــــــنا -رحمهم الله-

[سفيان وليد زرالدة]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته..أما بعد..نعم هم بالأمس كانوا معـــــــــنا واليوم قد رحلــــوا عنا..رحلوا وانتهت آمالهم ..وأحلامهم ..وطموحاتهم وربما قبل أن تولد ..رحلوا..وتركوا أهلهم ..وأصحابهم ..وخلانهم ..ووطنهم ..ومضوا دون أن ينطقوا كلمة وداع واحدة..نبكيهم الساعة نعم ..ولأيام ..وأسابيع ..وربما أشهر..ثم يصيرون مجرد ذكرى ..قد تأتينا وقد لا تأتينا..وما زاد من تأثري..وجعل مشاعر الحزن تغمرني حتى اللحظة ..هو مجرد سؤال ..ماذا لو كنت مكانهم أنت ؟؟؟؟ ماذا لو أن الموت اتاك مناديا وحملك معه ..دون أن يمنحنك دقائق ..تقبل فيها أقدام والدتك..وتحضن فيها إخوتك..وأهلك..وأصحابك..ماذا لو أن الموت اتاك مناديا وحملك معه..دون أن يمنحنك دقائق..تشتم فيها تراب وطنك وهوائه..وتنظر فيها إلى سمائه..وجباله..وسهوله ووديانه..وأشجاره وانهاره..وتودع وجوه شعب أنهكته الآلام..والأحلام..والأيام أيضاً..ماذا لو أن الموت اتاك مناديا وحملك معه..دون أن يمنحنك لحظات لتطلب السماح مع من كانت معه ضغينة..أو أن تخط بضع الكلمات تعبر فيها عن حبك لأبناء بلدك وتوصيهم بوطن..وأمانة..ورسالة..ماذا لو أتاك الموت قبل أن تصلي لربك شاكرا حامدا..طالباً منه الرحمة والغفران لذنوب ارتكبتها طوال حياتك ومازلت ماذا وماذا..وماذا..تسرقنا آمالنا..وأحلامنا..وجبروتنا..وغرورنا..فننسى أننا بشر..وننسى أن الموت حق..لا أريد أن أطيل..فلا العقل..ولاالقلب مؤهلين لذلك..ولكني أستحلفكم بالله يا اخوتي في هذه الساعات والأيام المباركة من هذا الشهر المبارك..أن تركنوا لأنفسكم ساعات قليلة..وتنظروا هل استعددتم للقاء ربكم كفاية..هل أقمتم صلواتكم..ووصلتم أرحامكم..وتمثلتم في أفعالكم تعاليم الله وسنن أنبيائه عليهم صلوات الله و سلامه..أستحلفكم بالله يا أخوتي..أن تضعوا الموت بين أعينكم..وتستعدوا له..فهو قادم لا محالة..وإن تأخر الوقت..آملاً من كلامي أن يجد أذان صاغية لكل من كان بينه وبين أخوه المسلم ضغينة أو قطيعه فتقع عيناه عليه وتعلم أنه لابد يوما من الفراق وأن الغالي لا تدرك قيمته الا حين نحتاجه أو عندما يفقد فتتدارك مابقي قبل الرحيل..علمت مما ألم بنا من مصاب في أختنا زينب- رحمها الله -أن الله ما أحيى نفس الا وسيتوفاها فلنعمل لكي نكون على خير وليتوفانا الله وهو راض عنا فيرضينا..وعلمت أن كل مصيبة تهون الا مصيبة الانسان في دينه..وعلمت بأن {كم من ميت تحت الأرض وذكره حي وكم حي فوق الأرض وذكره ميت}..هذا و الله من وراء القصد وهو هادي السبيل.
للأمانة الموضوع منقول مع بعض الإضافات و التعديلات...دعواتكم أخيكم سفيان.