سئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين-رحمه الله-: عن امرأة تود حضور الصلاة في المسجد الحرام ما دامت في مكة، ولكنها سمعت أن صلاة المرأة في بيتها أفضل حتى في المسجد الحرام ، فهل يحصل لها عندما تصلي في بيتها من المضاعفة ما يحصل عندما تصلي في المسجد الحرام ؟
فأجاب فضيلته بقوله : صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في المسجد الحرام ، وصلاة الرجل النوافل في بيته أفضل من صلاته في المسجد الحرام ، ودليل ذلك أن النبي صلي الله عليه وسلم قال : ( صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما عداه إلا المسجد الحرام )(1) . ولفظ مسلم أو في بعض ألفاظه : (صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا مسجد الكعبة) (2) . ومع ذلك يقول في المراة : ( بيوتهن خير لهن ) ويقول في الرجل في النوافل : ( أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة ) (3) . وكان هو صلوات الله عليه وسلامه عليه يصلي النافلة في بيته ، ويصلي الرواتب في البيت ، يصلي صلاة الليل في البيت يوتر في البيت ، والمسجد عنده ليس بينه وبين مسجده إلا أن يفتح الباب ، ويدخل في المسجد ومع ذلك يقول : (( صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما عداه) ويصلي النوافل في البيت .
وليعلم أن الفضل يكون بالكمية ، ويكون بالكيفية ، فصلاة المرأة في بيتها من حيث الكيفية أفضل من صلاتها في المسجد من حيث الكمية ، وصلاة الرجل النوافل في بيته أفضل من حيث الكيفية من صلاته في المسجد من حيث الكمية ، ولذلك نقول أن المرأة إذا صلت في البيت فهو أفضل من الصلاة في المسجد الحرام وثوابه أكثر من ثواب المسجد الحرام ، لكن بالكيفية لا بالكمية .
(209/68)
نقلا عن الموسوعة الشاملة