* الخيمة الرمضانيّة 02

["جُوهَرْ"]

"لم أكن لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم"

ماأحوجنا في زماننا هذا إلى أخوة صادقة خالصة لوجهه تعالى، لا لمصلحة دنيوية أو شخصية.
ما أحوجنا إلى أخ لا يبوح بسر، مراقب لله في جميع تصرفاته وأفعاله.ما أحوجنا إلى أخ يعيننا على نوائب الدهر..
وأنا أقرأ سيرة الرسول وأصحابه الكرام، استثارني العجب ممّا قرأت خاصة التي الأخوة النقية الخالصة التي كانت تربط بينهم،خاصة ميزة حفظ الأسرار مهما كان صغيرا.
ومن أجمل ما قرأت :
عن عبد الله بن عمر –رضي الله عنهما-:أن عمر بن الخطاب حين تأيمت حفصة بنت عمر من خنيس بن حذافة السهمي-وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فتوفي بالمدينة-فقال عمر بن الخطاب :أتيت عثمان بن عفان،فعرضت عليه حفصة فقال :سأنظر في أمري،فلبث ليالي،ثم لقيني فقال:قد بدا لي أن لا أتزوج في يومي هذا.قال عمر:فلقيت أبا بكر الصديق فقلت:إن شئت زوّجتك حفصة بنت عمر،فصمت أبو بكر،فلم يرجع إليّ شيئا،وكنت أوجد عليه(1)مني على عثمان،فلبثت ليالي،ثم خطبها رسول الله صلى الله عليه،فأنكحتهاإياه،فلقيني أبو بكر فقال:لعلك وجدت عليّ حين عرضت عليّ حفصة،فلم أرجع إليك شيئا.قال عمر:قلت :نعم.قال أبو بكر:فإنه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضت عليّ إلا أنّي كنت قد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ذكرها،فلم أكن لأفشي سرّ رسول الله ،ولو تركها رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلتها"رواه البخاري والإمام أحمد.


(1):قال الحافظ في الفتح:أي أشد موجدة أي غضبا على أبي بكر من غضبي على عثمان،وذلك لأمرين:أحدهما ما كان بينهما من أكيد المودة،ولأن النبي صلى الله عليه وسلم كان آخى بينهما،والثاني لكون عثمان أجابه أولا ثم اعتذر له ثانيا،ولكون أبي بكر لم يعد عليه جوابا.ووقع في رواية ابن سعد"فغضب على أبي بكر،وقال فيها:كنت أشد غضبا حين سكت مني على عثمان".