السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المتتبع ولو قليلا لحال المدرسة الجزائرية، يلاحظ أنها في أسوأ حال، فإلى زمن غير بعيد كان التلميذ عندما ينجح في أي مستوى فهو حقيق بما حقق، لكن اليوم لا توجد ولا شهادة واحدة تعكس قدرات هذا التلميذ، بما في ذلك شهادة البكالوريا التي كان يحسب لامتحانها ألف حساب، بل وكان الكثير من التلاميذ يقبلون هزيمتهم أمام هذا الامتحان، لصعوبته من جهة، وللصرامة التي ترافق إجراءه من جهة أخرى، ولذلك كان الجميع يلاحظ نسبة النجاح الضعيفة أثناء اجتيازه، لكن الذي يحدث اليوم فحدث ولا حرج، فالكل يتحصل على البكالوريا إلا من أبى، والحصول عليها يكون بطرق لا تمت لا إلى العلم ولا إلى التربية بصلة إلا نادرا، ومن جملة هذه الطرق نجد اصطحاب الممتحنين لدفاترهم وكراساتهم وكتبهم إلى مراكز الامتحان، ثم تركها في دورات المياه، والاستعانة بها بين الحين والآخر، ولقد صدق أحدهم عندما قال: إننا في زمن بكالوريا المراحيض.
ولعل سبب ذلك كله يكمن في السياسة غير الرشيدة، التي تنتهجا الدولة في تسييرها لهذا القطاع الحساس، الذي تتوقف عليه آمال الأمة، إذ أنها تغلب اهتمامها بالكم، أكثر مما تغلب اهتمامها بالكيف.
وكلما تذكرت المدرسة وما آلت إليه، تذكرت الفريق الوطني لكرة القدم، فما من مجال دخلته السياسة إلا وأفسدته.
المعذرة على هذا التحامل ربما !!!!!!!!