بسم الله الرحمن الرحيم .
السلام عليكم ورحمة الله .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أمام هذا المشهد وفي مثل هذا الموقف يعجز لسان اي انسان ان يصور حقيقة مايجول في الجنان من قرح وجرح واحزان
انه فقدان الام وليس اي كان ....ولهذا ساطلق لي قلمي العنان واقول:
أيها القبر لوتدري من اتاك ووضع بين ثنايك وحط فوقه ثراك . ان الذي اتاك ضريحا انبل المخلوقات ورمز العطاءت ..
الذي خلف هذا القلب الجريح وهذا الجلل الفجيع..لولا فسحة من الايمان انه حل القضاء ما كنت امنت بالفراق .. ولكن اروحنا لازالت في تلاق .....
تلاقي ذكريات تجري احداثها مجرى الدم فيظل طيفك في اليقظة والحلم...
.اتذكر ذلك اليوم عندما عدت من المدرسة ورميت محفظتي في الارض ..لكني لم اسمع صوتك العالي المعهود الذي كان يردد في هذا الموقف دائما لا تضعي اغراضك في ارض ضعها في مكانها ...
ولهذا ولماغاب عني هذا الموال الذي الفته ...بحث عنك في جميع اروقة وغرف البيت ..ياالهي امي ليست ...في البيت ...اين هي ..انت اين امي اين ذهبت ...لا تقلقي انها عندنا الجيران ...
كان صوت اخي ...
.لم تكن الا ساعة التي لم اجدك فيها ..كانها ايام ..غابت شمسها عن نهارها ونجمها عن ليلها ..لم يخطر في بالي ان تتحول تلك الساعة الى ايام وشهور وسنوات ...لا اسمع فيها صوتك ...ولا احس فيها بهمسك ..ولا تلمسني يداك .
اه يا الهي كيف لقلب صغير كقلبي ان يتحمل مرارة الفراق ...ولوعة الاشتياق ..الا ان ينفطرالما ويقضي هما وحزنا لولا الايمان الذي كان لجرحي ترياق.
لا زلت اتذكره ...ذلك اليوم ...وكالعادة من المدرسة عائدة ..عند باب منزلنا ..رجال واطفال ....بدات اقترب بخطى متثاقلة ..صوت غريب وقلق رهيب ..اليس هذا صراخ ..نعم انه صراخ وعويل ...ياالهي ماذا حدث ...ماذاجرى ..ثم بدات الاحتمالات ..والتوقعات ...جدتي ...عمي..ابي...اخي ....من يكون ياترى .
توقعت الكل الا انت ...فانت حياتي ..ربيعها الذي تزهر فيه الاحلام ...ونورها الذي يبدد الاوهام ...ماءها الذي يروي الظمئان ..وهواءها الذي تحيا به الابدان .
لكن الامر ليس بيدي والقدر اختارك انت ...فليس لي ..الا ان اسلم امري ..وارضى بقضاء ربي ..وانادي انا لله وانا اليه راجعون.
وددت الا يخفق قلبي برثاء او اسلم للبكاء...لكن مامن وعاء اذا امتلئ الا فاض ...وهذا سيل من العبارات والاهات ...على هذه الصفحات ..سوادها مدادي ...واهتز لها فؤادي...وسأظل انادي ...باعلى .صوتي .
.احبك ياامي .
وقبل ان اغادر اقول لك ..ان اكبر عزاء عن غيابك الاظطراري من حياتي الا الوفاء ...لتضحياتك وعطائك ...وذلك برد الجميل ...وعمل المستحيل ...لتحقيق امنياتك ..واحلامك ..التي رسمتها في مخيلتك عن مستقبل فتاتك .
والسلام ....... الى الملتقى....بعيدا عن الاحلام .... في الجنان ...