الصـــــــــــداقة ( قصّـة ) - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > خيمة الجلفة > الجلفة للمواضيع العامّة

الجلفة للمواضيع العامّة لجميع المواضيع التي ليس لها قسم مخصص في المنتدى

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الصـــــــــــداقة ( قصّـة )

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-07-08, 13:16   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
رزان.
مُشـرفة عــامّة
 
الصورة الرمزية رزان.
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز المشرف المميز 2014 أحسن مشرف لسنة 2013 المرتبة الأولى 
إحصائية العضو










افتراضي الصـــــــــــداقة ( قصّـة )



الصّـداقـــــــة ( قصّـة )




في أحد المستشفيات كان هناك مريضان هرمين في غرفة واحدة أحدهما كان مسموح له

بالجلوس في سريره لمدة ساعة يوميا بعد العصر ... و لحسن حظه فقد كان سريره بجانب النافذة الوحيدة في الغرفة.

أما الآخر فكان عليه أن يبقى مستلقياً على ظهره طوال الوقت


كان المريضان يقضيان و قتهما في الكلام دون أن يرى أحدهما الآخر

لأن كلاً منهما كان مستلقياً على ظهره ناظراً إلى السقف

تحدثا عن أهليهما ، بيتيهما، حياتهما ...كل شيء

و في كل يوم بعد العصر كان الأول يجلس في سريره حسب أوامر الطبيب

ينظر في النافذة واصفاً لصاحبه العالم الخارجي

وكان الآخر ينتظر هذه الساعة كما ينتظرها الأول لأنها تجعل حياته

مفعمة بالحيوية و هو يستمع لوصف صاحبه للحياة في الخارج

ففي الحديقة كان هناك بحيرة كبيرة يسبح فيها البط

والأولاد صنعوا زوارقا من مواد مختلفة و أخذوا يلعبون بها داخل الماء

وهناك رجل يؤجِّر المراكب الصغيرة للناس يبحرون بها في البحيرة

والجميع يتمشى حول حافة البحيرة ... و آخرون جلسوا في ظلال

الأشجار أو بجانب الزهور ذات الألوان الجذابة ... و منظر السماء كان بديعاً يسرّ الناظرين

وفيما يقوم الأول بعملية الوصف ينصت الآخر في ذهول لهذا الوصف الدقيق الرائع ... ثم يغمض عينيه و يبدأ في تصور

ذلك المنظر البديع للحياة خارج المستشفى


وفي أحد الأيام وصف له عرضاً عسكرياً ورغم أنه لم يسمع عزف الفرقة الموسيقية ... إلا أنه كان يراها بعيني عقله

من خلال وصف صاحبه لها


و مرت الأيام والأسابيع وكل منهما سعيد بصاحبه

وفي أحد الأيام جاءت الممرضة صباحاً لخدمتهما كعادتها

فوجدت المريض الذي بجانب النافذة قد قضى نحبه خلال الليل

ولم يعلم الآخر بوفاته إلا من خلال حديث الممرضة عبر الهاتف

وهي تطلب المساعدة لإخراجه من الغرفة

فحزن على صاحبه أشد الحزن

وعندما وجد الفرصة مناسبة طلب من الممرضة أن تنقل سريره إلى جانب النافذة

ولما حانت ساعة بعد العصر تذكر الحديث الشيق الذي كان يتحفه به صاحبه انتحب لفقده ولكنه قرر أن يحاول الجلوس

ليعوض مافاته في هذه الساعة وتحامل على نفسه وهو يتألم ورفع رأسه رويداً رويداً مستعيناً بذراعيه ثم اتكأ على

أحد مرفقيه وأدار وجهه ببطء شديد تجاه النافذة لينظر إلى العالم الخارجي ... وهنا كانت المفاجأة
!!!!!

حيث لم ير أمامه إلا جداراً أصم من جدران المستشفى...؟!! نادى الممرضة

وسألها إن كانت هذه هي النافذة التي كان صاحبه ينظر من خلالها. فأجابت إنها هي !! فالغرفة ليس فيها سوى نافذة

واحدة ، ثم سألته عن سبب تعجبه فقص عليها ما كان يرى صاحبه عبر النافذة وما كان يصفه له


كان تعجب الممرضة أكبر إذ قالت له : ولكن المتوفى كان أعمى ولم يكن يرى حتى هذا الجدار الأصم؟؟! و لعله أراد أن

يجعل حياتك سعيدة حتى لا تُصاب باليأس فتتمنى الموت


هل كنا يوماً سبباً في إسعاد آخرين ؟

هل تضاعفت سعادتنا حينها ؟

الناس غالباً ينسون ما نفعل

ولكن بالتأكيد لن ينسوا شعوراً أصابهم من قبلنا

فليكن هذا الشعور شعور سعادة ورضا

في زرع أمل وتبديد يأس , ورسم ابتسامة...

دمتـــــم بسعــــــــادة










 


آخر تعديل رزان. 2012-07-08 في 13:20.
رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
الصـــــــــــداقة, قصّـة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 19:08

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc