موضوع الأخت silina فيما يخص الطب ، و ذلك تصريح تلميذ ممتاز درس الطب :
راي طالب ممتاز اختار الطب ،،،
(و هو يماثل رأي الأغلبية الساحقة)
ندمت لدخولي الطب لعدة أسباب
1- أنها من الوظائف التي فيها مقابلة للجمهور، ومقابلة الجمهور بحد ذاته أمر مزعج للغاية لأن رضا الناس غاية لا تدرك.
2- بالرغم من ما تقدمه من عمل وجهد ووقت لوظيفتك، فلا تجد التقدير لا من المرضى ولا من الإدارة ولا من المجتمع.
3- المردود المالي ضعيف بالمقارنة مع ساعات العمل والمناوبات الليلية والمسؤولية.
فمثلاً بحسبة بسيطة لو قسمت راتب الطبيب على عدد ساعات العمل ، وقسمت راتب المعلم على عدد ساعات العمل، لوجدت أن أجر المعلم في الساعة يفوق أجر الطبيب في الساعة (حسبوها بالحاسبة).
4- لأنها وظيفة لا تنتهي مسؤولياتها بانتهاء فترة الدوام، بل أنت ملزم في البيت، بالقراءة والمتابعة، وكأنك في عمل لمدة 25 ساعة يومياً.
5- لأن مهمة البحث عن التخصص، تدخل فيه الواسطات والمحسوبيات وأمور كثيرة نحن في غنى عن ذكرها،
فتجد الطالب المتفوق في الكلية يحصل على تخصص سيء في مستشفى أسوأ، بينما الطالب الدوني يحصل على أفضل التخصصات في أحسن المستشفيات.
6- ينظر إلى الطبيب بموضع التهمة في حالة الأخطاء الطبية، فعندما ينقذ آلاف الأرواح بمشيئة الله، لا تجد الشكر والتقدير، بينما تجد المعارك تقوم على خطأ بسيط خارج عن الإدارة، وكأن الطبيب مخلوق ملائكي معصوم عن الخطأ والزلل.
7- أنها مهنة متعبة ، تجمع بين العمل الإداري والذهني والفني والجسدي و و و و و ،
فمسؤوليات كل مهنة لا تتجاوز عدد الأصابع ، بينما مسؤوليات الطبيب تكاد لا تحصى.
8- إن الطبيب مطالب أن يعمل بأكثر من طاقته، فالوقت المثالي في العيادة 10 - 15 دقيقة لكل مريض، بينما نجد أنك ملزم في 10 دقائق بالكشف على 10 مرضى ومعالجتهم و و و و و و و .
9- ينطبق على مهنة الطبيب المثل القائل (تموت لكي يحيا غيرك).
10- ينظر إلى الطبيب بموضع التهمة وكأنه أخطاءه فقط هي الأخطاء القاتلة،
بينما المهندس المدني الذي يرتكب خطأ في تخطيط الشوارع ويؤدي هذا التقاطع إلى حوادث وإزهاق المئات من الأرواح فهو غير مسؤول.
وذلك الميكانيكي الذي يخطأ في إصلاح السيارة مما يؤدي إلى حادث قاتل، فهو غير مسؤول عن الخطأ.
وذلك المقاول الذي يترك حفرة صرف صحي دون تغطية وتسبب في سقوط طفل برئ تبكيه أمه ، فهو غير مسؤول.
وذلك المقاول البناء، الذي يجازف بحياة عماله دون التقيد بوسائل السلامة ويسقط ذلك العامل البرئ من أعلى طابق ويقتل، فهذا المقاول غير مسؤول.
و و و و و وغيرها الكثير، ولو تتبعت كل مهنة لوجدت فيها الأخطاء القاتلة.
وكأن جميع المهن خلت من الأخطاء القاتلة، ماعدا مهنة الطبيب.
11- أنه لا يحق لك التذمر في مهنتك، فهي على حد زعم المجتمع مهنة إنسانية، فأنت مطالب أن تعمل أكثر من طاقتك الجسدية والفكرية بحجة أنها مهنة إنسانية، وكأنك لست إنسان لا يحق لك الشكوى، أو كأن بقية المهن هي مهن شيطانية.
12- أنه مهنة الطب تأخذ كل وقتك وجهدك، فلا تستطيع ممارسة هواياتك، ولا مجالسة أصدقائك، فأنت من البيت إلى المشفى ومن المشفى إلى البيت.
هذه دزينة من الأسباب ولو شئتم لأتيتكم بأضعافها.
ملاحظة
بدأت الندم على دخولي كلية الطب، بعد مباشرة الوظيفة.