من يومياتي2: الخائن

[أمل الحياه&]

وتنفست الصعداء أخيرا استطعت أن أظفر بمقعد بين تلك العضلات القوية والجمع الغفير ..وكنت قد قررت عدم ركوب الحافلة قطعا عند الإياب
لكن ما باليد حيلة ..الوقت تأخر ولست بطلة سباق لأظفر بسيارة أجرة ..

جلستُ ..الأمور على طبيعتها ..تحركت الحافلة وكالعادة بدأ الكل في الكلام مع الكل ..وبين أصناف الأصوات ..دغدغ أذني صوت بجانبي تصحبه كلمات من الشتائم و التهديد : لا يستحي ..قذر ..سوف يرى ..من يظن نفسه ..لقد زاد الأمر عن حده ..

كان مع الكلام إنتفاضات خفيفة تهزني فالتفت إلى جانبي فإذا بها هي من يتكلم ..امرأة رغم صغر سنها علّم الزمن على وجهها ..نظرت إلى شفتيها ثم بحثت عن وجهة كلامها ..مع من تتكلم ؟؟ أنا فقط بجانبها ..الجمع مستتر لا ترى إلا أجسادا واقفة وأيادي معلقة

..نظرت إليها جيدا : لم أرها قط في حياتي ..إذن فهي لا تقصدني
تتبعت نظراتها ..كانت تتجه إلى الخارج ..انكمشت في جلستي حين راودتني فكرة أن تكون المرأة مجنونة ..و تمتمتُ : هذا ما كان ينقصني ..

وأنا متتبعة لكل حركاتها وبتركيز تام كمن ينتظر انفجار قنبلة في أي لحظة ..انتبهت لإحداهن من الخلف تكلمها ..حمدت الله واسترقت السمع غصبا لأفهم قصتها ..وفهمتها ..وعذرتها ..بل وأشفقت على حالها ..

هي الخيانة وحدها من تدفع بالمرأة للجنون

المسكينة رأت زوجها مع إحداهن من نافذة الحافلة ..خرجتْ للعمل لإعالة أسرتها بعد أن طُرد زوجها من الشركة المفلسة ..لكنه قبض مبلغا محترما وراح يضيعه في اللهو والمجون ..وهي تهمل نفسها لتوفر لقمة عيش هنية لأولادها وزوجها ..ولا شك أن الرجل - كحالهم جميعا - يبرر خيانته بأن زوجته لا تهتم به ولا بمتطلباته
عجبا ..وفر لها يا أخي حياة كريمة..وبادر بالكلمة الجميلة ..وحسسها بحبك واهتمامك ..حينها انتظر ما يصدر عنها ...عن الأنثى


مع تحياتي