استاذنا الكريم ممكن نقطة لهاته المقالة وشكرا جزيلا
سعت أنظمة الحكم عبر التاريخ إلى تحقيق العدالة بين أفراد مجتمعاتها وهناك فكرة شائعة برزت تقول إن المساواة هي أساس العدالة لكن هناك مقولة تبناها فريق من الفلاسفة تقول إن( التفاوت بين الأفراد هو أساس العدالة) . فكيف لنا أن ندافع على صحة هاته الأطروحة ؟
الأفراد يختلفون بالفطرة عن بعضهم البعض فهناك العالم وهناك الجاهل وهناك الذكي وهناك الغبي وبالتالي مردود كل فرد يختلف عن الآخر في المجتمع .
ويتبنى هذه الأطروحة كل فلاسفة العالم الغربي الرأسمالي أو اليبيراليون الذين ينطلقون من فكرة (دعه يعمل دعه يمر ).ويصر أنصار الرأسمالية ويلحون على أن الرأسمالية التي تنادي بالحرية المطلقة في الاقتصاد وفي السياسة وفي الاعتقاد تمكن الفرد من إبراز كل طاقاته وإبداعاته فالطبيب يبدع في مخبره والمهندس في ورشته والفلاح في أرضه , مما يؤدي بالضرورة إلى خلق جو للمنافسة بين أفراد المجتمع سيؤدي حتما بالفائدة على بقية الأفراد.
فالدول التي تبنت هذا المنهج ( الرأسمالية) أثبتت سيطرتها على العالم ووصلت إلى درجة عالية من التطور وأفرادها ينعمون بالحرية والعدالة .
كما إن التفاوت لا يتعارض مع الدين فالله سبحانه وتعالى خلق الناس متفاوتين فقد خلق الغني وخلق الفقير كما خلق السيد والعبد .
وهناك رأي آخر يعتقد أنصاره إن المساواة هي أساس العدالة ويتبنى هذه الأطروحة دعاة الاشتراكية الذين ينادون بالديمقراطية الاجتماعية التي ترى أن العدالة لا تتحقق إلا في ظل نظام اشتراكي ولا يمكن تقسيم المجتمع إلى طبقات .
لكن دعاة الاشتراكية تناسوا أن الاشتراكية تشجع على الاتكال بين أفراد المجتمع .
كما إن تدخل الدولة في شؤون السياسة والاقتصاد يفقد روح المبادرة في المجتمع .
الواقع اثبت إن المجتمعات والدول التي انتهجت الاشتراكية في تسيير شؤونها انهارت وتمزقت ودخلت في صراعات داخلية.
وعليه فان الأطروحة التي أمامنا والتي تقول إن التفاوت بين الأفراد هو أساس العدالة أطروحة صحيحة ويجب الدفاع عنها ومناصرتها .