لغتي العربية

[بوسيف عده]

بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده و نستغفره و نتوب إليه، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا، فمن يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا، والصلاة و السلام على خير الأنام، الرحمة المهداة للعالمين محمد الصادق الأمين الذي أدى الأمانة و بلغ الرسالة.
أما بعد:
إخوتي في الله قد لاحظت أن بعض الشباب العربي يكتب على بعض المنتديات و صفحات الانترنت العبارات و الجمل العربية بحروف لاتينية، إما استهزاءا باللغة العربية و إما خجلا من أن يكتب بها على أساس انها لغة تخلف.
قال الله تعالى: ( و لن ترضى عنك اليهود و لا النصارى حتى تتبع ملتهم ) ( البقرة: 120 ).
فيا من ترضى و تبتغي على صفحتك الكتابة بالحروف اللاتينية بدل الحروف العربية اعلم أن اليهود و النصارى لم يحاربوك في دينك فحسب، بل سعوا في حربهم إلى محاولة طمس لغتك و اتهامها بأنها لغة تخلف لا لغة علم، فبما قامت علوم العرب أيام العصور الذهبية لهذه الأمة، و التي لولا تلك العصور لما وصلوا لما هم عليه اليوم، فبالأمس القريب حاول المستعمر الفرنسي في الجزائر طمسها بتعليم لغته على حسابها لولا قيام جمعية العلماء المسلمين آنذاك، كما كان المستعمر الانجليزي بالمشرق كان يشجع على كتابة الشعر و الروايات باللهجات العامية محاولة منه لإضعاف هذه اللغة.
فيا من تستحي بأن تكتب بالعربية اعلم أن اللغة تعتبر أهم مقومات هذه الأمة و اعلم أن لغة العرب أفصح اللّغات و أقدمها، وبلاغتها أتمّ البلاغات، و مما لا شك فيه أن كتاب الله تعالى هو قمة الاستشهاد على علوم اللغة العربية، قال تعالى: " وإنه لتنزيلُ ربِّ العالمين، نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتكُونَ مِنَ المُنْذِرين بِلِسَانٍ عَرَبيٍّ مُبِينٍ " (الشعراء:192-195) فوصفه - سبحانه - بأبلغ ما يُوصَف به الكلامُ، وهو البيان، وقال تعالى: " خَلَق الإنسانَ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ" فقدَّم - سبحانه - ذِكْرَ البيان على جميع ما توحَّد بخَلْقه، وتفرَّد بإنشائه؛ من شمسٍ و قمر، و نجْم و شجر، و غير ذلك من الخلائق المُحْكَمَة، و النشايا المتقنة، فلما خصَّ - سبحانه - اللسانَ العربي بالبيان عُلم أن سائرَ اللغات قاصرةٌ عنه و واقعة دونه.
أخي العربي هذه رسالتي لك فلا تكن معول هدم و خراب للغة الضاد، فأن تكتب بحروف عربية و بأخطاء نحوية و إملائية، خير لك من أن تكتب كلمة عربية واحدة بحروف لاتينية، فإن أخطأت في المرة الأولى و الثانية فسيأتي يوم لن تخطأ فيه.