يبدوا أن أكبر دولة مستهلكة للطاقة الولايات المتحدة الأمريكية قد وصلت إلى كنز يعفيها التبعية للدول المصدرة للنفط ، فرغم أن الولايات المتحدة من بين البلدان التي تمتلك احتياطي كبير من النفط إلا أن ذلك لم يمنعها من أن تكون من بين أكبر الدول المستهلكة والمستوردة لهذه المادة الإستراتيجية ولذلك لا غرابة من أن هذه الإمبراطورية خاضت حروبا سياسية ومخابراتية و عسكرية في أماكن منابع النفط وبخاصة في الشرق الأوسط الذي يمتلك ما نسبته 40 من احتياطي الذهب الأسود ، منذ سنوات قليلة اكتشفت الولايات المتحدة غاز الشيست أو الغاز الصخري الأمر الذي يجعلها أكبر دولة تملك احتياطي لهذه المادة ناهيك عن الصين التي صرحت أنها تمتلك احتاطي كبير من هذه المادة بالإضافة للكثير من الدول الغربية وغيرها وهذا سيؤثر على البلدان المنتجة للغاز اليوم وستنزل أسعاره إلى الحضيض خاصة إذا تمكنت هذه الدول المتقدمة تقنيا وتكنولوجيا واستطاعت أن توجد سبل استخراج لا تضر بالبيئة وصحة الإنسان ، والمؤكد أن هذه الدول ستجد هذه الطرق ، عندها يصبح غاز وبترول الدول العربية والتي تشكل نسبة كبيرة من الدخل الوطني ، يصبح بل قيمة وربما يصبح الماء أكثر قيمة منه ، أولم يؤكد الخبراء أن الحروب القادمة هي حروب عن المياه ولعل سد النهضة مثال على ذلك ، وذلك موضوع شائك أخر من قضايا المتعلقة بالأمن القومي للدول العربية ، إن استخراج غاز الشيست في المستقبل سيكون ضرورة ملحة أمام تخلف الدول المستهلكة للغاز الطبيعي واكتشافها لهذا الغاز واستفادتها منه ومحاولة ترويج هذا الغاز بين الدول التي تحتاج إلى مواد طاقوية ، لذلك لا بد من استغلال هذه الثروة من الآن ومواكبة هذه الدول المتقدمة التي تعمل على استخراجه والاستفادة من وسائلها التي تؤمن استخراجه بصورة سليمة لا تضر بالبيئة ولا بالإنسان .
بقلم : الزمزوم