![]() |
|
القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ... |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
تذكير الباحث بأنه لا يصح في تحديد تاريخ حادثة الإسراء و المعراج أثر ولا حديث
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() الحمد لله الذي أنعم على الخَلْق ورحمهم بإرسال المرسلين، وأيَّد إرسالهم بالمعجزات والحُجج والبراهين، والصَّلاة والسَّلام على خاتم النبيين، وسيد ولد آدم أجمعين، الذي أظهر الله برسالته الإسلام بعد اندراس قواعده، وأفول شموخه، ونسيان آياته، وعلى آل بيته وأصحابه الذين هم بهديه مستمسكون، ومَن على سبيله في كل عصرٍ وأوانٍ إلى الله يسير. أمَّا بعدُ: أيُّها الفُضلاء النُّبهاء - شرَّفكم الله بالاستقامة على السُّنة النَّبويَّة إلى الممات -: فقد شاع عند كثيرٍ من المسلمين - سدَّدهم الله إلى مراضيه - أنَّ حادثة «الإسراء والمعراج» كانت في السَّابع والعشرين من شهر رجب، وهذا الاعتقاد لا يثبته حديثٌ نبوي صحيح، ولا يقويه أثرٌ عن أحدٍ من أهل القرون المفضلة الأولى وعلى رأسهم الصَّحابة - رضي الله عنهم-، ولا اتَّفق عليه أهل التأريخ والسِّير، ولا ذهب إليه أكثرُهم. فكتبتُ هذا الجزء عن تأريخ حصولها، ودَونتُ كلَّ ما وقفتُ عليه من كلامٍ لأهل العِلم من فقهاء ومحدِّثين ومؤرِّخين؛ وذلك تصحيحًا لهذا الاعتقاد، وتبصيرًا لأهل البحث والمعرفة، وتنبيهًا لِـمَـا قد يقعُ في هذا التاريخ من أقوالٍ وأفعال. وأسألُ الله أن ينفع به الكاتب والقارئ والناشر، إنَّه جواد كريم. وقد جعلتُ الكلام عن هذه الحادثة في ثلاثة مباحث: المبحثُ الأوَل: عن زمن وقوع حادثة «الإسراء والمعراج». لم يثبت في تحديد زمن وقوع حادثة «الإسراء والمعراج» حديث عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -. وفي تأكيد هذا يقول الإمام أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحراني الدمشقي المولود سنة (661هـ) - رحمه الله - كما في كتاب «زاد المعاد» (1/54): لم يقم دليلٌ معلوم لا على شهرها، ولا على عشرها، ولا على عينها؛ بل النُّقول في ذلك منقطعة مختلفة، ليس فيها ما يُقطع به.اهـ وقال الشَّريف محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني المولود سنة (1099هـ) - رحمه الله - في كتابه «التنوير شرح الجامع الصغير» (9/303رقم:7710): هي ليلة معينة، لم يرد بتعيينها سُنة صحيحة.اهـ وقد اختلف العلماء في تحديد زمن وقوعها اختلافـًا كثيرًا، ودونكم ما وقفتُ عليه من أقوال: القول الأول: أنها كانت في شهر رجب. ونُسب هذا القول إلى بعض القُصاص، وبه قال ابنُ الجوزي وعبد الغني المقدسي من الحنابلة، والنَّووي من الشَّافعية في أحد أقواله الثلاثة، وابن خلِّكان. وقد ردَّ أو نفى صحة حديثٍ فيه غيرُ واحد من أهل العلم، وممن تكلم عنه هؤلاء: أولاً: أبو الخطاب الأندلسي المالكي الشهير بابن دِحية الكَلبي - رحمه الله - المولود سنة (546هـ) في كتابه «أداء ما وجب من بيان وضع الوضَّاعين في رجب» (ص:110) حيث قال: وذكر بعض القُصاص أنَّ الإسراء كان في رجب، وذلك عند أهل التعديل والتجريح عينُ الكذب.اهـ وقال في كتابه «الابتهاج في أحاديث المعراج» (ص:9): وقيل: كان الإسراء في رجب، وفي إسناده رجال معروفون بالكذب. اهـ وقد نقل شهابُ الدين أبو شامة المقدسي الشافعي - رحمه الله - المولود سنة (599هـ) في كتابه «الباعث على إنكار البدع والحوادث» (ص:232) وابنُ حجر العسقلاني الشافعي - رحمه الله - المولود سنة (773هـ) في كتابه «تبيين العجب بما ورد في شهر رجب»(ص23) كلامَ أبي الخطاب ابن دِحية المتقدم ولم يتعقبانه بشيء. ثانيـًا: علي بن إبراهيم ابن العطار الشافعي الدمشقي - رحمه الله - المولود سنة (654هـ) في كتابه «حكم صوم رجب وشعبان وما الصَّواب فيه عند أهل العلم والعرفان وما أحدث فيهما وما يلزمه من البدع التي يتعين إزالتها على أهل الإيمان»(ص:34) حيث قال: وقد ذكر بعضهم أنَّ المعراج والإسراء كان فيه، ولم يثبت ذلك.اهـ ثالثـًا: أبو الفداء إسماعيل ابن كثير القرشي الدمشقي الشافعي - رحمه الله - المولود سنة (701 هـ) في كتابه «البداية والنهاية» (3/108) حيث قال: وقد أورد حديثًا لا يصح سنده، ذكرناه في «فضائل شهر رجب» أنَّ الإسراء كان ليلة السابع والعشرين من رجب، والله أعلم. ومن النَّاس من يزعم أن الإسراء كان أول ليلة جمعة من شهر رجب، وهى ليلة الرغائب التي أُحدثت فيها الصلاة المشهورة، ولا أصل لذلك.اهـ رابعـًا: أبو الفرج زين الدين عبد الرحمن بن رجب الحنبلي البغدادي - رحمه الله - المولود سنة (737هـ) في كتابه «لطائف المعارف» (ص:177) حيث قال: ورُوي بإسنادٍ لا يصح عن القاسم بن محمَّد أنَّ الإسراء بالنبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان في سابع وعشرين من رجب، وأنكر ذلك إبراهيم الحربي وغيره.اهـ خامسًا: عبد العزيز بن عبد الله بن باز النجدي - رحمه الله - المولود سنة (1330هـ) كما في «مجموع فتاويه» (4/282و1/192و1/138) و «فتاوى مهمة» (ص 58-67) حيث قال: أمَّا ليلة الإسراء والمعراج فالصحيح من أقوال أهل العلم أنها لا تُعرف, وما ورد في تعيينها من الأحاديث فكلها أحاديث ضعيفة لا تصح عن النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -, ومن قال: إنها ليلة سبع وعشرين من رجب فقد غلط، لأنَّه ليس معه حُجَّة شرعية تؤيد ذلك.اهـ وقال أيضًا: الصَّحيح من أقوال العلماء أنها لا تُعرف, وقول من قال: أنها ليلة سبع وعشرين من رجب, قول باطل لا أساس له في الأحاديث الصحيحة.اهـ وقال أيضًا: وهذه الليلة التي حصل فيها الإسراء والمعراج لم يأت في الأحاديث الصحيحة تعيينها لا في رجب ولا غيره، وكلُّ ما ورد في تعيينها فهو غير ثابت عن النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - عند أهل العلم بالحديث، ولله الحكمة البالغة في إنساء الناس لها.اهـ سادسًا: محمَّد بن صالح العثيمين النجدي - رحمه الله - المولود سنة (1347هـ) كما في كتاب «اللقاء المفتوح» (4/4و60/4) و«فتاوى نور على الدرب» (3/109-110) حيث قال: كذلك يظنُّ بعض الناس أنَّ الإسراء والمعراج كان في رجب في ليلة سبعة وعشرين، وهذا غلط، ولم يصح فيه أثر عن السَّلف أبدًا، حتَّى إن ابن حزم - رحمه الله - ادَّعى الإجماع على أنَّ الإسراء والمعراج كان في ربيعٍ الأول، ولكن الخلاف موجود ولا إجماع، وأهل التاريخ اختلفوا في هذا على نحو عشرة أقوال، ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: «كلُّ الأحاديث في ذلك ضعيفة منقطعة مختلفة لا يعوَّل عليها». إذًا ليس المعراج في رجب، وأقرب ما يكون أنَّه في ربيع.اهـ القول الثَّاني: أنها كانت في ليلة سبع وعشرين من شهر ربيع الأول. وبه قال الإمام المحدِّث الفقيه اللُّغوي المؤرخ أبو إسحاق الحربي، وأبو الخطاب ابن دِحية من المالكية، والنَّووي من الشافعية في أحد أقواله الثلاثة، والقاضي زين الدين ابن المنير الإسكندري المالكي. قال أبو الخطاب الأندلسي المالكي الشهير بابن دحية الكلبي - رحمه الله - المولود سنة (546هـ) في كتابه «الابتهاج في أحاديث المعراج» (ص: 6-7): وكان الإسراء برسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ليلة سبع وعشرين من شهر ربيع الأول، قاله الإمام العالم أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربي.اهـ القول الثَّالث: أنها كانت في ليلة سبع عشرة من شهر ربيع الأول. ونسب ابن سيد الناس اليعمري الأندلسي الشافعي - رحمه الله - المولود سنة (671هـ) في كتابه «عيون الأثر»(1/148) هذا القول إلى: عائشة وأم سلمة وعبد الله بن عمرو بن العاص وابن عباس من الصحابة، ثم قال: وهذا هو المشهور.اهـ وقال شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي المصري الشافعي - رحمه الله - المولود سنة (831هـ)كما في كتاب «الأجوبة المرضية فيما سُئل السَّخاوي عنه من الأحاديث النبوية» (2/445 سؤال رقم:112): قد اختلف في ليلة الإسراء، فقيل: لسبع عشرة خلت من ربيع الأول قبل الهجرة بسنة، وقيل: ليلة سبع وعشرين من ربيع الآخر، وقيل: ليلة السبت لسبع عشرة خلت من رمضان قبل الهجرة بسنة ونصف، وقيل غير ذلك، والأول هو المشهور، فقد روي عن عائشة وأم سلمة وأم هانئ وابن عمر وابن عباس - رضي الله عنهم -.اهـ وقال ابن سعد - رحمه الله - في كتابه «الطبقات الكبرى»(1/166): أخبرنا محمد بن عمرو الأسلمي قال: حدثني أسامة بن زيد الليثي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده. قال: وحدثني موسى بن يعقوب الزمعي عن أبيه عن جده عن أم سلمة. قال موسى: وحدثني أبو الأسود عن عائشة. قال محمد بن عمر: وحدثني إسحاق بن حازم عن وهب بن كيسان عن أبي مرة مولى عقيل عن أم هاني ابنة أبي طالب. وحدثني عبد الله بن جعفر عن زكريا بن عمرو عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس. وغيرهم قد حدثني، دخل حديثُ بعضهم في حديث بعض، قالوا: (( أُسرِي برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة سبع عشرة من شهر ربيع الأول قبل الهجرة بسنة، من شعب أبي طالب إلى بيت المقدس... )). وإسناده ضعيف جدًا؛ لأنَّه من طريق محمد بن عمر بن واقد الواقدي، وقد قال عنه علي بن المديني والبخاري ومسلم والنسائي: متروك الحديث. وقال أحمد بن حنبل: كذاب. وقال الذهبي: مجمعٌ على تركه. القول الرَّابع: أنها كانت في شهر ربيع الآخر. وبه قال القاضي عياض من المالكية، والنووي من الشافعية في أحد أقواله الثلاثة. القول الخامس: أنها كانت في ليلة السَّبت لسبع عشرة خلت من شهر رمضان. حيث قال ابن سعد - رحمه الله - في كتابه «الطبقات الكبرى»(1/1/142-143): أخبرنا محمد بن عمر عن أبي بكر بن عبد الله بن سبرة وغيره من رجاله قالوا: (( كان رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يسأل ربَّه أن يريه الجنة والنار فلما كان ليلة السبت لسبع عشرة خلت من شهر رمضان قبل الهجرة بثمانية عشر شهرًا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - نائم في بيته ظهرًا أتاه جبريل وميكائيل فقال: انطلق...)). وإسناده ضعيفٌ جدًا؛ لأنه من طريق محمَّد بن عمر بن واقد الواقدي، وقد قال عنه علي بن المديني والبخاري ومسلم والنسائي: متروك الحديث. وقال أحمد بن حنبل: كذاب. وقال الذهبي: مجمع على تركه. القول السَّادس: أنها كانت في شهر شوال. وبه قال الماوردي من الشافعية. القول السَّابع: أنها كانت في شهر ذي القعدة. وأشار إليه ابن كثير - رحمه الله - في كتابه «البداية والنهاية»(2/107). القول الثَّامن: أنها كانت في ليلة تسع وعشرين من شهر رمضان. وأشار إليه القاسمي - رحمه الله - في تفسيره «محاسن التأويل»(6/431). القول التَّاسع: أنها كانت في الثاني عشر من شهر ربيع الأول. قال الحافظ ابن كثير الدمشقي الشافعي - رحمه الله - المولود سنة (701 هـ) في كتابه «البداية والنهاية»(3/108): وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدثنا عثمان [كذا] عن سعيد بن ميناء عن جابر وابن عباس، قالا: (( وُلد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام الفيل يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول، وفيه بُعث، وفيه عُرج به إلى السماء، وفيه هاجر، وفيه مات )). فيه انقطاع.اهـ
|
||||
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الباحث, تذكير |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc