رأينا جميعا الرئيس بوتفليقة و هو يؤدي اليمين الدستوري لعهدته الرابعة ، و خلص أغلب من شاهد بعقله و قلبه لا بعينيه أن الرئيس ردد كلمات القسم بصعوبة و لم يكملها الا بشق الانفس .
شاهدنا الكثير من الامور أمس زادتنا يقينا أن هذه العهدة و هاته الانتخابات انما هي مهزلة بجميع المقاييس، و كل من تابع الحدث كاملا كان يتألم لقساوة مشهد ظهور رئيس "الجزائر" ،الذي يسير خيراتها و يصنع القرارات بشأنها و هو على كرسي متحرك ،شاحب ، مرهق ، يشق عليه قلب ورقة و نطق كلمة ، بعد ذلك جاء المشهد الأشد قساوة : كان ظهور بوتفليقة "المقعد" وهو يُقتاد فوق سجادة حمراء و يسلم على الوزراء الذي كانوا ينحنون حتى يسلموا عليه . مشهد يسيء لبلاد بحجم الجزائر و ينقص من قيمة الدولة الجزائرية وهيبتها ان كانت لديها قيمة وهيبة .
الى هنا العنوان لا علاقة له بالموضوع و لكن حدثت حادثة أمس لا ادري ان كنتم انتبهتم لها ، فعندما شاهدت نشرة الاخبار ألقت المذيعة نص خطاب بوتفليقة و لكنه كان مغايرا لما سمعته من بوتفليقة نفسه ،فما ألقاه بوتفليقة كانت عبارة عن جملتين فقط ، أما ما قرأته المذيعة فهو خطاب شامل و كامل دامت فيه أكثر من ربع ساعة فاستغربت : هل بوتفليقة ألقى هذا الخطاب اليوم ، أم ماذا ؟ ، أم أنه لم يقوى على قراءة خطابه المجهد و اكتفى بجملتين منه و منح "الثرثارة" مذيعة الاخبار فرصة قراءة خطابه كاملا لأنها تعودت على مثل هذه الخطابات و تعودت ان تنوب عن الرئيس ؟
اذن التلفزيون الجزائري ثرثار .. و رئيس الجمهورية محب "الاختصار" .
للأسف محب للاختصار ولكنه لم يختصر فترة حكمه