
خاطب نائب مدير التلفزيون العمومي سابقا، ومعلق قنوات ”بيان سبورت” الإعلامي حفيظ دراجي، رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، في مقال له نشره بموقع ”كل شيء عن الجزائر”، أمس، أنه ”لو كانت دولتك يا بوتفليقة مستقرة.. لما حدثت كل الكوارث الأخلاقية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية التي عشناها ونعيشها، لم نفهم ولم يفهم العالم المتابع معنى الاستقرار الذي يتحدثون عنه، لم نستوعب استقرار الدولة التي غابت فعلا وحضرت اسما فقط في عهد بوتفليقة، دولة إذا غاب عنها الاستقرار بمعناه الحقيقي، دولة قصيرة الأمد سريعة الزوال”، حسب تعبير المتحدث. قال دراجي، إن الدلائل الواقعية تؤكد بأن الجزائر لم تعرف الاستقرار طيلة 15 سنة، وفي خانة المؤكد أنها لن تستقر إذا بقي الحال على حاله، خاصة مع تصاعد موجة الرفض للعهدة الرابعة، وتزايد مشاعر اليأس والإحباط في عديد الأوساط، وبلوغ نسبة الاحتجاجات والاضطرابات منذ سنة 2011 إلى مستوى قياسي، حيث إشترك الجميع في المطالبة بالتغيير وتحسين ظروف الحياة أو احترام كرامة وحقوق المواطن، مضيفا أن دعاة العهدة الرابعة يصرون على تمجيد وتخليد بوتفليقة كرمز للاستقرار حتى وهو مقعد، لذلك يضيف دراجي، ”نحن مضطرون إلى فضح أكاذيب وألاعيب هذا الاستقرار المزعوم الذي يحاول أهل الرابعة أن يقنعوننا به عبثا، ويحاولون جاهدين الـتأكيد على أننا ننعم به منذ خمسة عشر سنة”. وتابع المتحدث أن ”الاستقرار الموجود هو استقرار الفوضى والفساد والنهب والظلم وتقييد الحريات، استقرار ارتفاع البطالة والتضخم، ثم هل يسمى تراجع المداخيل استقرارا؟ وهل اللعنة التي أصابت غرداية هي أيضا استقرار في الأمن ونبذ الفتن بين أبناء البلد الواحد؟ هل ما عاشته منطقة القبائل من تشرذم منذ 2001، يمكن أن يدخل في خانة الاستقرار؟”، وواصل أنه ”وحتى نعطي مثالا حيا، زلات اللسان التي يعبث بها العابثون من رجال بوتفليقة حينما يسبون الشعب، هل هكذا يكون الاستقرار؟ أم هو مشروع فتنة جديدة بامتياز؟؟”. وهاجم دراجي، ما وصفها بـ”جرائد الريع” التي تتفنن فيما يرضي الحاكم وتنزل حتى لحذائه كي ترضيه، واستقرار بعض القنوات التلفزيونية الخاصة، التي جعلت من الفوضى مادتها الأولى، وأساسها هو الفراغ القانوني، وجعلت التفريق بين الجزائريين خبرا دسما لها، والإبتزاز باسم الصوت والصورة منهجا إعلاميا، وقال أنه ”نعم إننا نعيش استقرارا ووفاءا في استمرار المساومات والتخويف لكل رافع لرأسه ولكل مجاهر مندد بالظلم”.