هم يلعبون هناك .. ونحن نحصد الفرقة ..!

[شولاك]

مساكين نحن هنا ...
خلال الأيام القريبة الماضية وأنا أدخل إلى محل أجد مجموعة من الرجال يتراشقون الاتهامات فيما يتعلق بالفريقين الإسبانيين؛ الريال والبارصا، حيث أحدهم كان حانقا وسابا وشاتما لـ"ميسي" لأن الصحافة صورته واقفا عند حائط المبكى يعتمر قبعة اليهود، معتزا مفتخرا في الوقت نفسه بـ "رونالدو" بل ويقول "شوفو سيده" ... وكأنه كان آملا أن يراهما متعلقان بستار الكعبة ..!
أضحكني الموقف لحدود انتباههم، ليتدخل صديقي قائلا: ما بكم يا ناس وأنتم في عز النضج تتعصبون وليتكم لفريقكم الوطني، لكن أن تتنابزوا بسبب شباب كفرة لا هم لهم سوى شهرتهم المكذوبة، فتبا لكم"، أتجدون لذة مناصرة لاعب لا يسمع حتى بموقعنا في خريطة العالم؟ أتننابز بسبب لاعب نجس يتبول على نفسه عند كل ساعة؟ ونحن المسلمون حبانا الله بخير عقيدة.
لقد أصبح الكثير من المتابعين للشأن الكروي الإسباني الملخص في الفريقين "البارصا والريال" يراهنون بعلاقاتهم مع بعض لمجرد أن لعبا وخسر أحدهما أو ربح؟ هم يلعبون في خضم الملايير من الدولارات يكنزونها بحوزتهم بينما المهووسون با اللاشيء يتدافعون على الفُتاة في شكل صور.
قبل المباراة بساعات وأنا بمحل صديقي المشهور بتمرير "الفلاش" لأجهز الاستقبال؛ شدني ذاك التهافت واحتراما للكثير من هواة المتابعة لهذين الفريقين لم أقل "التكالب" على إيجاد حل لأجهزتهم بل لاحظت على الكثير القلق الزائد المصحوب بالخوف على مرور المقابلة دون مشاهدتها، فبعضهم كان يبحث عن تردد في أي جهة كانت، وبعض يحمل أجهزته المتنوعة الأشكال والأنواع لعله يظفر بتحديث يسمح له بمشاهدة الموقعة التاريخية كما يحبذ البعض تسميتها، وفيهم من يستعد نفسيا وماديا لشراء ما سينزل للأسواق من أجهزة جديدة تسمح بمتابعة الدوري الإسباني أو غيره ولو باستجماع أجرة شهرين أو ثلاثة.
لست ممن يدعون إلى التوقف عن مشاهدة المباريات الكروية الراقية، فمباراة البارحة أعلم رقي التنافس فيها من حيث اللعب والجدية، فلنتفرج على الأقل لنستمتع باللعبة، لكن أن تكون المقابلة سببا في انقسام الناس إلى فئتين فئة ضد فئة، أو سببا للتنافر والتنابز وحتى المشاحنات المفضية للتعارك بالأيدي وحتى بالسيوف كما حدث في الحمري بوهران منذ سنوات.
يا إخواني هؤلاء لا يحسبون لنا أي حساب لا قبل اللعبة ولا أثناءها ولا بعدها، ولا حتى يسمعون بشعوبنا، حتى أننا لا نرق كوننا أسواقا لمنتجاتهم، فحتى ألبسة لاعبيهم لا يستطيع المناصر الحصول عليها لأنها لا تسوق في بلادنا وإن سوقت فهي غالية جدا، فهم يعلمون أي الشعوب أقدر على الدفع أكثر، وإن كان اليوم المناصر غير المحسوب عندهم محبا لهم حتى النخاع فهل يسمح لنفسه الإضرار بعقيدته وذلك باعتمار قبعة تحمل شارة فريقه المفضل المزين بشارة الصليب أو لبس بقية منتجاتهم وبها على العيان الصليب بارزا.
الإمارات المتحدة وبالنظر لشدة احترام أهلها لأنفسهم اشترطت على الريال عند فتحه لمدرسته الاستثمارية بنزع إشارة الصليب من شارة الفريق وكان لها ذلك، فشتان بيننا وبينهم، حتى بالأموال الطائلة عندنا لا نستطيع إخضاءهم لنا، رغم علمنا بعبوديتهم للمال.
بالتوفيق