كان الساعة تقترب من الثامنة صباحا حين دار حوار بين معلم و زميله ، فلقد ذكّر المعلم زميله بوجوب إجادة العمل مع التلاميذ كونهم مقبلون على امتحان نهاية مرحلة التعليم الابتدائي، و إن العمل في الريف أقل من العمل في المدينة ، فرد المعلم المجتهد ، و هل معلمو المدينة يصنعون الطائرة .لقد كان ردا يعبر عن تفكير صاحبه و مستواه العقلي، فصاحب هذا الرد لا يحضر المذكرات اليومية أبدا ، و لا يصحح كراسات القسم ، و لا تعابير التلاميذ ، و لا يدرس الأنشطة الأخرى من تربية علمية و تربية اسلامية ، و تربية مدنية ، و تاريخ و جغرافيا إلا نادرا ، وهذا في ظل طيبة و غفلة مدير المدرسة المسكين .
كما أنه يعد نفسه من أحسن المعلمين. لقد كان رده صريحا ، إذ اعتبر أن عملية الاعداد من كراس يومي ، و مذكرات و توازيع شهرية و سنوية غير واجبة ، و أن على المعلم أن يدرس كما يعرف و يهوى ، و هذه الطريقة هي الطريقة التي ستنتشر في المستقبل .
إن زميلي هذا الذي يحمل محفظته دائما محملة بثلاث جرائد يوميا يطالعها من حين إلى حين ، و هاتفه لا يتوقف عن الرنين ، كان سابقا عضوا في نقابة قبل أن يسحب البساط من تحتع يحاول أن يتزعم نقابة أخرى حتى يستفيد من الانتذاب ...