
وإنه ليذهلني الأمر وأنا أقلب بعض طيات هذا المجتمع
المليء بالتناقضات والمفارقات
فأجد ذلك المحروم من نعم كثيرة ورغم هذا
البسمة لا تفارق محياه
والرضا بلسمه لشفيف روحه
و لا تفتر شفتاه عن حمد الله وشكره أنّما سئل عن حاله
وعلى النقيض الآخر من زاوية الحياة
تجد من لا يكفُّ عن التذمر والامتعاض
رغم وافر النعم التي أجزلها الله عليه
وإني لاتذكر فيما أتذكر
صورة ما برحت تلافيف ذاكرتي
عندما التقيت بمجموعة من التلاميذ المكفوفين
بالكاد يبصرون بصيص النور ليميزوا به دربهم
ورغم هذا فقد جعلوا من الحياة سخرية لهم
بما تطبعوا به من روح المرح فبدوا لمحدثِهم أسعد الناس
وذلك الرجل الذي بتر نصف جسده
وتراه راض بالحياة عكس كثيرين
وحتى هنا عندما أدخل المنتدى
وتقابلني مريم الصابرة بروحها المرحة
التي لم يثنها ألم المرض عن العطاء والصبر
فحقَّ لها أن تكون مريم الصابرة كما أسمت نفسها
نقاشنا
لماذا هذه الفروقات في الجزع والصبر بين الصنفين؟
** هل هي فطرة النفس البشرية وما أوجدها عليه خالقها
**هل هو عدم الصبر لضعف الإيمان بالله وقلة الثقة به
**أم أن من تعود على وافر النعم يجد ضنك العيش إن فقد واحدة
وفي الأخير أقول
وإنه كان لزاما علينا
أن نقف تحية تقدير واعترا ف لمريم الصابرة
ولأمثالها من الصابرين
وصدقا لتحس نفسي تقزُما يا مريم الصابرة وأنا أقف
أمام علياء قامة صبرك يا صابرة