وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وها قد عدنا مسرعين يا أستاذ قاسم خشية تفاقم دين الحجز
مع أني أذكر يا أستاذي الفاضل منذ أيام وانا أتصفح بعض المواضيع القديمة
وجدت لك حجزا ولم توفه
وأظن ان دين الحجز قد تجاوز المقدور فهو منذ شهر
https://www.djelfa.info/vb/showpost.p...1&postcount=42
فحجزنا كان لليلة يا استاذ وحجزكم كان شهر كامل ( لا أظن الميزانية ستكفي )
سلام عليكم طبتم،..
أستاذتنا الفاضلة "الناشئة"
شكر الله لك تذكيرك الطيب فكثيرا ما نحجز الأمكنة ولا نعود إليها
وندعو الله أن يسامحنا اصحابها
أما بشان ضريبة الحجز فهو مزاح ليس إلا
وليتني ما تحدّثت عن الحجز لأنني مدانٌ في اكثر من مكان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
لو نعرج يا استاذ قاسم بادئ ذي بدء على البكاء من خشية الله
قبل البكاء لفقد عزيز غال
فقد اظل الله سبحانه وتعالى تحت ظله من بكت عينه من خشية الله سبحانه وتعالى
قال تعالى
( إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا)
ثم نولي الوجهة للبكاء لفقد عزيز غال
فأقول يا سبحان الله إذا كانت الارض وما اقساها تبكي لموت المسلم إذ تفتقد مكان مُصلاه
أو لم يقل الله سبحانه وتعالى في حق فرعون لما غرق
(فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين ).
فكيف ينكر المرء على نفسه ذلك ادعاء للصلابة والشدة
ثم رسولنا صلى الله عليه وسلم أوليس قدوتنا
فقد بكى في مواضع عدة عند فقد أعزة عليه
فقد بكى عند موت ولده ابراهيم حتى ابتلت لحيته صلى الله عليه وسلم
ولم يبكي لفقد الولد فقط
فقط بكى في يوم مؤتة حين بلغه استشهاد القادة الثلاثة ومنهم زيد بن حارثة
وذهب ليعزيهم في بيتهم فلما رأته ابنة صغيرة لزيد أسرعت اليه تجري باكية فاحتضنها صلى الله عليه وسلم واخذ يبكي وتبكي
لا نزيد على هذا الكلام شيئا وهو عين الحقّ وليس موضع خلاف بيننا أبدا..
فلا يجب على المرء ان ينكر على نفسه فطرة أقرها الله في النفس البشرية بداعي الصلابة
وان الرجال لا يبكون
لكن للاسف هذه العيّنات موجودة يا استاذة
وهناك من يعيّر حتى من يبكي لفقد عزيز أو تأثرا ليتيم او انفطار القلب لفقير أو مريض..
مع اني صدقا لم أرى في حياتي رجلا يبكي
إلا منذ أشهر عند وفاة زوج زميلة لنا فرأيت كيف كان يبكي الأبن والأخ عند المدخل بحرقة كبيرة لفاجعة على حين غرة
أما أنا فرأيت الكثير من الرجال يبكون بكاء شديدا في مواقف مختلفة..
ورغم الم الفقد الذي اعتصرهم فقد كانوا يحاولون اخفاء وجوههم بين أيديهم حتى لا تفضحهم الدموع الا ان شهقة الألم فضحتهم
وأنا صدقا لا اتهم هنا فصراحة حتى اخوتي في البيت على هذا النهج
فأذكر منذ سنين ليست ببعيدة عندما كانت والدتي على شفير الموت في احدى المستشفيات
ان اخي حذرني من البكاء خارجا في حالة وفاتها لا قدر الله
لما رأى احداهن تبكي في ساحة المستشفى لحظة سماع نبأ وفاة أمها
وكاني به رأى في ذلك حرجا امام الملأ
يا الله وكيف لي أن أتحكم في دموع تنزل
حين فقد أعز الناس مهما كان المكان
فحينها يفقد المرء احساسه بالزمان والمكان
ويا سبحان الله فحتى حين البكاء ولوعة الحزن يحاولون اخفاء دموعهم وكأن ذلك انتقاص من رجولتهم
هي هذه النظرة ومحاولة التنافس من أجل ترسيخ مقولة
الرجل لا يبكي
البكاء راحة للنفس وإزاله للهم والغمّ
لكن هناك بعض المواقف التي تستدعي أن نبخل بالدّموع حتى لا يستفيد منها من يستغلّها ويظنّها ضعفا..
وأنا أستثني فقط مواقف البكاء بين يدي الله والحزن على فقيد أو مريض والتأثر بيتيم او فقير..
بارك الله فيك أستاذ قاسم
وسدد خطاك ووفقك الى ما فيه الخير باذن الله
ربما لي عودة ا بحول الله ان كانت النقاش يستدعي
سلام