الإشكال بين الأشاعرة والسلفية: - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد

قسم العقيدة و التوحيد تعرض فيه مواضيع الإيمان و التوحيد على منهج أهل السنة و الجماعة ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الإشكال بين الأشاعرة والسلفية:

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-01-27, 23:39   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










Post الإشكال بين الأشاعرة والسلفية:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الإشكال بين الأشاعرة والسلفية:
يذكر ابن كثيرٍ أن أتباع مذهب أبي الحسن الأشعري يخالفونه في مسألة الأسماء والصفات، فبعضهم مازال يجريها على الطريقة الكلابية، ولكنهم ينتسبون إليه، فهم ينتسبون إليه إسماً وهو يبرأ منهم طريقةً، غير أنه بقيت آثار الاعتزال عالقةً بالأشعري ومذهبه كما اعتبره أئمة السلف وأهل الحديث، كما يذكر الأستاذ – خالد علال- حيث ذكر أنه قامت معارضةٌ سلفيةٌ كبيرةٌ لمذهب الأشعري، وآراءه، وآراء تلامذته، ومازال الصراع قائمٌ بين المذهبين إلى زماننا هذا وكلهم يستنصر بالمذهب السني ويدعيه ([1]) .
*****************
ومن أهم المسائل التي اختلفوا فيها مع أئمة السلف والحديث، تأويل أسماء الله وصفاته، والقول في كلام الله بخلاف ما تعارف عليه السلف الأول، ويذكر بعض المهتمين بالمذهب الأشعري ومنهم أن الخلاف القائم بين الحنابلة- ويقصد أهل السنة- والأشاعرة، أن الحنابلة يرون أن العقائد إنما تكون بالاتباع والتقليد، أما الأشاعرة فيقولون: أنه لابد أن يستدل على المسائل العقدية بالأدلة العقلية ([2]) .
*************
ومما قاله بعض الأشاعرة في القرآن، وكان له آثار سيئة في تعامل بعضهم مع القرآن الكريم، ما قاله أبوجعفر بن المشاط الأشعري بجامع ببغداد، فقد كان يُسأل: هل (ألم ذلك الكتاب ) سورة البقرة، كلام الله ؟ فيقول: لا، و يقول في القصص القرآني كذلك: هذا كلام موسى، و هذا كلام النملة، وعندما قيل له التين والزيتون) قال: التين في الريحانيين، والزيتون يُباع في الأسواق، فأفسد بذلك عقائد الناس([3]) .
**************
ومما يذكر في هذا الصدد أنه قامت معارضةُ كبيرةٌ من علماء السنة، للإمام الباقلاني في ذلك الوقت، لتبنيه علم الكلام، والقول في كلام الله تعالى، وعندما صارت جماعة تختلي بالباقلاني، وتحضر مجالسه ودروسه خفيةً، ليأخذوا عنه مذهبه، كان الإسفراييني شيخ الشافعية في زمانه، يخاف أن يزعموا أنهم تعلّموا علم الكلام منه إذا رجعوا إلى بلدانهم، فيُعلن أمام الناس أنَّه بريء من مذهب الباقلاني في كلام الله تعالى، و قد نهى بعض أصحابه عن الدخول على الباقلاني لدراسة علم الكلام، و قال له: إياك، فإنه مبتدع، يدعو الناس إلى الضلالة، و إلا فلا تحضر مجلسي([4]).
**************
وقد كان الحال بين كل من المذهبين في مدًّ وجزر، ولما صنف أبو بكر بن فورك الأصبهاني الأشعري (المتوفى406هـ)، كتابا في تأويل صفات الله تعالى، على طريقة المؤوّلين للصفات والمعطلين لها، جاء القاضي أبو يعلى الفراء الحنبلي البغدادي(ت 458هـ)، وردّ عليه بكتابٍ سماه: (إبطال التأويلات لأخبار الصفات ) أثبت فيه الصفات التي أوّلها ابن فورك، وزاد عليها كثيرا، فاتهمه الأشاعرة بتجسيم الله تعالى وتشبيهه بمخلوقاته، و كان ذلك سنة 429هـ ([5]) .

************
ومن هنا عُرف المذهب الأشعري وصار له أتباعٌ ودعاةٌ من كبار العلماء، بل وصارعلماء الأشاعرة يقولون: إن المذهب الأشعري هو الذي يمثل مذهب أهل السنة والجماعة، وإن غيرهم انحرف عنه، كأمثال - الصوفي عبد الكريم ابن هوازن القشيري، والفقيه أبو إسحاق الشيرازي الشافعي، الذي عدَّ أبا الحسن الأشعري إمام أهل السنة، وحجة الإسلام أبوحامد الغزالي ([6]).
*********
غير أن المشكلة ماتزال قائمةً بين أتباع التيارين - كما أسلفنا- وكلهم يدعي وصلاً لليْلى، حتى إنك تقرأ من العلماء المعاصرين من يعتبر الأشعرية هي أساس مذهب أهل السنة والجماعة، حيث يذكر مصطفى الشَّكعة ذلك فيقول: إن لقب أهل السنة أُطلق أول ما أُطلق على جماعة الأشاعرة، ثم اتسعت دائرته لتشمل أصحاب أبي حنيفة، ومالك، والشافعي، وأحمد ([7]) .
**********
وهذا الكلام بعيداً عن التعصب لمذهبٍ معينٍ، دون شكٍَ كلام باطل فالمعروف أن أهل السنة والجماعة كانوا قبل أن تظهر هذه الطوائف والمسميات، بل إن المذاهب السنية ماهي إلا امتداد لمذهب السلف الصالح وقد عرفنا سابقاً أن مذهب أهل الحديث والأثر ما قام إلا على أكتاف مالك والشافعي ، وأحمد بن حنبلٍ، وما ظهرت الأشعرية إلا في منتصف القرن الثالث الهجري، فشتان بين الجيلين، ويابعد مابين الفريقين في العلم والفضل، ولنترك الإقرار الحقيقي بهذا، والقول الفصل في هذه المسألة لأئمة السنة وكبارعلمائها وأساتذتها كأمثال مالكٍ والشافعي، وأحمد بن حنبل، والأوزاعي، والثوري، وابن عيينة، ومن سار على نهج السلف الصالح، من أمثالهم، والقضية برمتها قد حسم الكلام فيها والنقاش حولها من قبل، حسمه هؤلاء الأئمة أنفسهم، فقد وضعوا قاعدةً لما هو سنُّيٌّ محمدِيٌّ، وما هو بدعيٌّ جهميٌّ- فما كان موافقاً للكتاب والسنة، متمشياًّ مع فهم السلف الصالح، فهو طريقة أهل السنة والجماعة، وما كان غير ذلك، فهو مخالفٌ عليه الإتيان بالدليل .
ولا أدل على ذلك من رجوع كثيرٍ من علماء الأشعريةِ عن منهجهم في احتراف علم الكلام، والإقرار بأن المذهب الأحوط، والأسلم، والأنقى في المعتقد، هو منهج السلف الأول، منهج أئمة الحديث الذين يبقون النصوص على ظاهرها في مسألة الأسماء والصفات، ومن أول من رجعوا عن هذا الإمام أبوالحسن الأشعري بنفسه، والغزالي، وغيرهم.
وخروجاً من هذا الخلاف يرى- الدكتور علال أنَّ- كلاًّ من أصحاب الحديث و الأشاعرة– أي السلف والخلف- يدخلون في دائرة أهل السنة والجماعة، اعتماداً على المبادئ الأساسية التي تجمعهم، لكن مواقعهم بداخلها – أي الدائرة- تختلف حسب قربهم من مذهب السلف و بعدهم عنه، فأصحاب الحديث يحتلون مركز الدائرة، ثم يليهم الأشاعرة المتقدمون، ثم يليهم الأشاعرة المتأخرون المحتلون للموقع المحصور بين محيط الدائرة و الأشاعرة المتقدمين، والله أعلم بالصواب ([8]).

***********
وقد ذكر كذلك الأستاذ – صلاح الدين الأدلبي - وبعد مناقشته لعديد من وجهات النظر التي أثيرت حول عقيدة الأشاعرة فقال: أقول إنني لست أشعرياً مقلداً بمعنى أنني لا ألتزم بكل ما في كتب الأشاعرة، وإن كنت أرى أن معظم ما قالوه صواب، ومن مآخذي على الأشاعرة إجمالاً دخولهم في الفلسفة وتبنِّيهم طرقها ومناهجها، دون التنبُّه إلى عقم تلك الطرق والمناهج، فنحن أمة أغنانا الله تعالى بالطرق القرآنية في إثبات العقائد، ولا حاجة لنا إلى غيرها ([9]) .
ومما سبق يمكن تقسيم الأشاعرة إلى عدة أقسام:
1- الأشاعرة المتقدمون أمثال أبي الحسن الأشعري، والباقلاني، والرازي، والغزالي، ومن كان على شاكلتهم، فهؤلاء علماء لهم رأيٌ ونظرٌ، وقد خاضوا في مسائل كان السلف الصالح يتورع عن الخوض فيها، أوالبحث في تفاصيلها أو مناقشة جزئياتها- بل آمنوا بها حقيقةً- وفوضوا علم الكيفية لله وحده، ولكنَّ الأشاعرة المتقدمين على كل حال، قد كان لهم فضلٌ في الردِّ على الجهمية، والمعتزلة، وغيرهم، بالأسلوب الفلسفي الذي يفهمه أولئك، ودحضوا الشُّبه التي أثاروها حول أسماء الله وصفاته، ونظنَُ أنهم أرادوا الخير، فالله سبحانه وتعالى يجازي كلاًّ على نيَّته فإنما الأعمال بالنيات، وهم في آخر المطاف تابوا، ورجعوا إلى مذهب السلف، وبرؤوا من التأويل .
2- أشعريةٌ بالتقليد، وظهر التقليد عندما قوي هذا المذهب وصار له أتباع من كبار العلماء، فقلدهم قوم من العامة، ليس لهم درايةٌ بمدلولات الألفاظ، ولم يكن لهم علمٌ بما كان عليه السلف الأول من هذه الأمة، فاعتقدوا العقيدة الأشعرية، أوالماتردية، ولو سألت أي واحدٍ منهم، هل اعتقادك مبنيٌّ على الكتاب والسنة ؟ فإنه يجيبك دون أدنى تردُّدٍ- نعم أنا لا أعتقد إلا الكتاب والسنة - ومن هؤلاء العوام متعصبون للأشعريةِ والماتردية وكأنها هي الدين الذي لا تجوز مخالفته، وأنَّ عقيدة التوحيد إنما هي في(الاعتقاد الأشعري أوالماتريدي) وهؤلاء يعذرون بجهلهم فإنما هم مقلدون لا أكثر، وإنما أرادوا الخير، وهم كذلك إنما يعتقدون أنهم إنما يتلمَّسون عقيدة السلف، ويرون أنهم على عقيدة الأئمة الأربعة، أهل السنة والجماعة .
3- قومٌ على درايةٍ وعلمٍ- لكنهم مازالوا متمسكين بمذهب المتكلمين الأول على تعصبٍ وتحيُّزٍ ومن دون موضوعية، وهذا يمثل شريحة المتعلمين أو أشباههم، وهؤلاء مقتنعون أن مذهب التأويل هو المذهب الأعلم، والأحكم، وهذا مذهب الخلف، وأن مذهب السلف هو الأسلم .
4- نخبةٌ أخرى محسوبة على الأشعريةِ إسماً- ولكنها على مذهب أهل السنة والجماعة حقيقةً ومضموناً، فهؤلاء على الفطرة السليمةِ، ولم تتأثر سرائرهم بأحاديث المتكلمين الأوائل، وهؤلاء هم عامة الأشعرية اليوم .
وكذلك فإن ما قيل عن الأشعرية يقال عن الماتريدية، فمنهجهما واحد كما سبق، أما الطوائف والفرق التي ابتدعت علم الكلام، وانحرفت عن مذهب أهل السنة، وجاوزت الحد، فهي على النحو التالي :الخوارج، الشيعة، والجهمية، والقدرية ، ... يتبع انشاء الله، ( إقتباس من رسالة ماجستير بعنوان ( العقيدة الإسلامية بين الفهم والممارسة عند الإمام مالك رحمه الله تعالى ( العام الجامعي 2007- 2008 )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] خالد كبير علال، الأزمة العقدية بين الأشاعرة وأهل الحديث خلال القرنين 5-6 الهجريين ،داالإمام مالك، البليدة الجزائر، الطبعة الأولى2005م .

[2]- Frank, Richard M. Knowledge and Taqlid,pp.37,45 .

[3] ابن الجوزي: المنتظم ، دار صادر، بيروت، الطبعة الأولى، 1358هـ ،ج 10 ، ص: 194، 218 .

[4] ابن تيمية : درء التعارض ، ج 2 ص: 96 .

[5] ابن الأثير: الكامل في التاريخ ، بيروت ، دار صادر، 1965ج 8 ص: 16، 104 ، 228 .و ابن تيمية: مجموع الفتاوى، ج 6 ص: 54 .

[6] - خالد علال، الأزمة العقدية بين الأشاعرة وأهل الحديث،ص75 .

[7] الشكعة : إسلام بلا مذاهب ،القاهرة ، دار القلم ، 1961 ، ص: 269 .

[8] خالد علال ، الأزمة العقدية بين الأشاعرة وأهل الحديث،ص79 .

[9] , صلاح الدين بن أحمد الأدلبي ، عقائد الأشاعرة في حوار هادئ مع شبهات المناوئين ، دار الآثار الإسلامية ، القاهرة ، الطبعة الأولى ، 2007 .
منقول للامانة









 


 

الكلمات الدلالية (Tags)
الأشاعرة, الإشكال, والسلفية:


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 07:48

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc