الرجال خاصة عاونوني اني مافهمتش عقليتو

[جمال الدين الأفغاني]

السلام عليكم

لا ادري ما اقول لك ربما نحن الشباب قدر لنا ان نعيش هكذا

نحن كمسلمين وديننا الاسلام فيه كل ما نحتاجه لنعيش سعداء في الدنيا

نحن نعرف جيدا ومن صميم قلوبنا ان الله موجود واننا لم نخلق عبثا في هذه الدنيا

ونحن نعرف ان القدر خيره وشره كله من عند الله وانه لا يوجد امر يحدث في الدنيا دون ارادة الله

ونحن نعرف ان الدنيا زائلة ولن يطول بنا الوقت الا ونحن عجزة شعورنا بيضاء من الشيب والعصا متكؤنا

ونحن نعرف اننا نعيش آخر الزمان وان العصر الذي نعيش فيه اخبرنا عنه نبينا عليه الصلاة والسلام

فنحن نعرف ان الفتن والصعوبات والابتلاءات قدر مقدر على كل انسان فلا يوجد بشر لم يسلم من مشاكل

ونحن نعلم ان المسلمين اكثر الناس ابتلاءا لانهم مختارون لكي يمتحنوا في الدنيا ايصبرون ام يكفرون والعياذ بالله

نحن نعرف انه لا توجد السعادة في المال او الحسب ولكن السعادة بالقناعة والرضى بأي حال كنا عليه

نحن نعلم ان الدنيا لن تكون مفروشة لنا بالورود ولكن مع ذلك نحن مطالبون ان نصبر على المصاعب ونتحداها

ونقف في وجه العراقيل بقلوب ملؤها الايمان بان الله موجود وانه سيفرج علينا بعد الشدة

نحن نعلم انه مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا

نحن نعلم كل ذلك وقرأناه وتعلمناه وتربينا عليه ومع ذلك عند التطبيق

عندما نجد أنفسنا في الساحة نواجه كل ما تعلمناه وعرفناه

نجد ان الامتحان صعب والصبر ليس سهلا كما كنا نتوقع فعندما نقرأ قصص الأولين

نتمنى لو كنا مكانهم ونعتقد اننا كنا سنصبر مثلهم ولن نفتن اونضعف او مخسر التحدي

لكننا لما نواجه اقل ما واجهه الذين قبلنا فاذا بنا تخار قوانا وتضعف قوتنا وتتألم قلوبنا

وتشوش عقولنا ويضعف ايماننا وتكاد الدنيا تركعنا ونستسلم لها فنعطيها اكبر من حجمها

فنظن اننا قد هلكنا وان الدنيا قد قضت علينا ولن نستطيع مواجهتها ومواجهة مصائبها

فتنزل دموعنا انهارا على خدودنا نبكي واقعنا وحياتنا ونبكي انفسنا كانها قد ماتت وفارقت الحياة

فالمتشائم الذي لم يعد يرى للحياة طعما هو كالميت فالميت مدفون تحت الارض لا يقدر على الرجوع للحياة

والمتشائم المستسلم للمصائب ميت ومدفون داخل ضعفه واستسلامه

لا ادري هل علينا ان نعارك واقعنا ونتحدى الصعاب فنغير حالنا للأفضل او نموت دون ذلك

أم نرضى بالواقع وقد كبلتنا أوهام الهزيمة وأننا لن ننتصر واننا ولدنا لنموت بهذا الشكل

الفشل في الحياة عنوان كثير من الشباب في وقتنا هذا فهل نلومهم على ضعفهم واستسلامهم

ام نلومهم محاولاتهم اليائسة نظريا في التغيير نحو الأفضل والأحسن ومواجهة التحديات

لا ادري لماذا انجر قلمي وكتبت ما كتبت ولكني احسست بهذا الشاب المسكين

وكأني به يعيش في داخله كآبة الاستسلام والاحباط من انه يستطيع بناء حياة سعيدة

لا اجد ما اقول له الا كلمة واحدة ورسالة اوجهها اليه :

أعرف أن الواقع مرير والصعوبات كبيرة ولكن اخي الحبيب لست وحيدا ومن بيديه الأمر هو الله

والله قد وعدنا انه من آمن به ونصره وذكره فإنه تعالى لن يخذله اخي الحبيب

أحسن الظن بالله وتوكل عليه واتخذ ما استطعت من سبل الكسب الحلال وامشي في طريق الحلال

مرفوع الرأس وصدقني لا يوجد في الدنيا أحلى من أن يعيش المسلم راضيا بقدر الله

ولا يغادر الدنيا الا وهو مرفوع الرأس لم يطأطأ رأسه لهذه الدنيا الفانية فالآخرة خير وأبقى

اختي الكريمة شدي على يديه واياك ان تتخلي عنه فهو وان كان قد يئس وضعف

لكن القوة التي في داخلنا تحتاج احيانا من يوقظنا وينبهنا عليها املئي قلبه

بالقوة الايمانية ذكريه بان الله موجود ذكريه انك انت موجودة معه

ومادام نيتكما الحلال فلن يخيب الله املك وامله فيه ادعي له الله ان يفرج عنه

والله نسأل ان يزي همومنا جميعا ويفرج كوربنا ويملأ قلوبنا بالايمان

اللهم امين اللهم امين