مبارك بن سيف الناخي:
ولا تلمني إذا ما قمت منتصبا أتلو الخطاب بإيضاح وتبيان
ما كنت أطلب جاهًا لا ولا نشبًا إلا معزة إخواني وأوطاني
لولا الهموم وما في النفس من همم ما ضاقت الأرض في عيني كأرداني
ولا بقيت بهذا الحال مكتئبا دله الفؤاد وجوما طيل أزماني
متي أرى الوطن المحبوب منتبهًا من الرقاد مجدًا غير وسنان
ملتحقًا في سماء العز متبعًا درب النجاة وما في أرضه واني
يسعى وينشر في الأنحاء أغراسًا غرسًا من العلم لا غرسًا من البان
لولا العلوم تعالى الله ما نهضت قوم من الجهل أو عزت بسلطان
ولا سعت دولة في الغرب قاهرة يعنو لها الشرق من قاص ومن دان
ولاخطت خطوة نحو العلا أبدًا ولا أعادت لمجد زائل فان
ولا رأيت لها في اليم من جزر يحيرك الصنع من علم وإتقان
بوارج قد تريك الهول في زمن أيام تقذف نيرانا بنيران
قسم على اليم كالأبراج ناهضة منها وآخر غواص لحتان
ولا رأيت لها في الجو طائرة كالصقر يعدو على صيد غزلان
ولا سمعت بأذن ناقلا كلما للسامعين بإيضاح وتبيان
تلك العلوم تسامت أن يحيط بها شعب من الجهل في غي وحرمان