القدوة وأثرها في التربية والتعليم
القدوة الحسنة هي من أفعل الوسائل وأقربها للنجاح وأكثرها فاعلية في حياة المعلمين ... وتظل كلمات المعلمين مجرد كلمات ويظل المنهج مجرد حبرا علي ورق .. ويظل معلقا في الفضاء .. ما لم يتحول إلي حقيقة واقعة تتحرك في واقع الأرض .. وما لم يترجم إلي تصرفات وسلوك ومعايير ثابتة ، عندئذ يتحول هذا المنهج إلي حقيقة واقعة ، وتتحول هذه الكلمات إلي سلوك وأخلاق عندئذ فقط تؤتي الكلمات ثمارها في حياة المعلمين .
ولقد علم الله سبحانه – وهو يضع ذلك المنهج العلوي ا...لمعجز – أنه لابد من قلب انسان يحمل هذا المنهج ويحوله إلي حقيقة ، لكي يعرف الناس أنه حق .. ثم يتبعوه
لابد إذن من قدوة ..
فالقدوات التي يغلب عليها الجانب النظري أو الفكري ويضعف عندها الجانب العملي والروحي والدعوي هي فتنة للمتعلمين والمتربين .. ولهذه الشخصيات تأثيرها السلبي على المسيرة التربوية والتعليمية، حيث يصبح مألوفا أن نقرأ ونتعلم ثم نتكلم أو نكتب ، ولا يهم بعد ذلك أن تكون أرواحنا وقلوبنا وأعمالنا وبذلنا على نفس الدرجة التي يوحي بها كلامنا أو شهرتنا .
إن القدوة الصالحة من أعظم المعينات على بناء العادات والأخلاق والسلوكيات الطيبة لدى الطالب حتى إنها لتيسر معظم الجهد في كثير من الحالات .
ونذكر هنا بعضا من أبرز الجوانب لتفعيل القدوة في حياتنا العملية :
1- الإيمان بالفكرة :
إن ايمان المربي بالفكرة التي يتحرك من خلالها ويؤمن بها لهي من أهم الأسباب لاستقرار المتربى وسيره قدما في طريق الدعوة فلا يمكن بحال أن تثمر العملية التربوية إذا كانت من أشخاص لديهم غبش أو تزعزع في الفكرة التي يحملونها أو عدم وضوح في صحة الطريق الذي يسلكونه وإلا فستبقى مجرد صياغة لفظية خالية من الروح والحياة ! لا حياة لفكرة لم تتقمص روح انسان ، ولم تصبح كائنا حيا دب على وجه الأرض في صورة بشر
2- تعلم العلم :
إذا كان العلم ضروريا لكل مسلم ، فالمعلم القدوة هو أكثر الناس حاجة لتعلم العلم ، قال عمر بن الخطاب – رضي الله عنه - : ( تعلموا قبل أن تسودوا ) فتح الباري 1/165
فالعلم مهم جدا للمعلم ...حتى تصل المعلومة للطالب بصورة صحيحة ...ففى الانشطة مثلا يأتى الطلاب والطالبات بكلام وينسبونه للنيى عليه الصلاة والسلام كحديث او العكس ...وهذا منتشر فى كثير من المدارس ..ولان الطالب سمعه فهو ينقله كما هو ..اذن وجود المعلم صاحب العلم مهم فى توجيه وتصحيح مثل هذه الاخطاء ...
ونواصل باذن الله ...