كيف لتلميذي أن يتفوّق عليّ و يفوقني تصنيفا؟ تقكير غير سليم

[أنور الزناتي]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
البعض منا، للأسف يكتنفه شعور بالحسرة يكبّله و لا يقوى على الخروج من طوقه، و يخالجه أسف شديد على ظلم القانون له إذ يقدّم تلميذه الذي درّسه ذات يوم. عليه و يجعله في صنف أعلى من صنفه.... و لكن، هذا منطق خاطئ و اعتقاد واهٍ علينا أن نترفع عنه و أن نتجاوزه إلى غير رجعة... فما يضرني إنْ تجاوزني تلميذي في التصنيف و هو الذي اجتهد و حاز على أعلى الشهادات بينما اكتفيتُ أنا بشهادة تخرجي من المعهد التكنولوجي و لا غير؟ و ما ينقص من قدري و من رفعتي إن تفوّق عليّ تلميذي، و نال الشهادة ما دمت قد أخلصت نيتي لله و لم أنتظر من أيٍّ كان جزاءً و لا شكورا؟ أ ليس من حق هذا التلميذ أن يتفوّق و أن ينال الصنف الذي يكافئ شهادته و يلائم طموحاته؟ أ لم أكن أرغب حين درّست هذا التلميذ أن يحوز على أكبر الشهادات و أن يتبوّأ أهمّ المناصب و أعلى الرتب؟؟
لا يجب أن ننسى أنّ التعيين فيما مضى -في وقتنا- لم يكن يُشترط فيه الشهادة الجامعية و إلّا لما كنت أنت و لا أنا أو غيرنا في هذا القطاع أصلا. و لكنّنا تحيّنا فرصة الالتحاق بالمعهد التكنولوجي رغم أنّ مستوانا في تلك الفترة لم يكن يتعدّى النهائي أو البكالوريا على أقصى تقدير. و ها نحن اليوم نندب حظّنا و نرى أننا أجدر من طلبتنا حاملي الشهادات الجامعية بالصنف الأعلى.
نسأل الله أن يجعل ما قدّمنا طيلة فترة عملنا خالصة لودهه و أن يبارك لنا في ما قدّمنا و أن
يجعل ذلك في موازين حسناتنا... إنّه و ليّ ذلك و القادر عليه.
زميل لكم آيل إلى الزوال