قدم العالم بالعين هو أن لا يكون لنفس العالم بداية في وجوده...
وهو قول الفلاسفة في أنَّ نفس هذا العالم لا بداية له، مادَّته قديمة، وصورة بعضه حادثة صورة بعد صورة، وبعض الصور قديمة.
أمَّا قدم نوعه فهو أن يكون العالم حادثاً مسبوقاً بعالم حادث مسبوقاً بعالم حادث...
فالقديم في هذه الحال هو نوع العالم، والنَّوع ليس شيئاً مخلوقاً أو موجوداً، بل هو من الأمور الذهنيَّة...
فمن قال بقدم نوع العالم فهو لا يقول إنَّ موجوداً -غير الله تعالى- قديمٌ.
كمثل أن يقال إن زيداً أبو عمرو، وأبو زيد هو أحمد وأبو أحمد هو محمد وأبو محمد هو جابر...لا من أوَّل...
فعلى هذا الفرض ليس هناك أي واحد من الأفراد إلا وهو حادث...
والقديم هو سلسلة الأبوَّة هذه، لكن هل السلسلة شيء موجود هو غير الأفراد؟
لا.
إذن: ليس هناك شيء (موجود) قديم لو فرضنا هذه السلسلة.
فها مفرُّ القائلين بقدم نوع العالم من أن يُلزموا بالقول إنَّ شيئاً ما غير مخلوق من الله تعالى لو كان قديماً.
ومعلوم بطلان قول القائلين بقدم نوع العالم من جهات كثيرة منها بطريق برهان التطبيق، ومنها بلزوم حصول ما لا نهاية له ليحصل ما له نهاية ومنها الإيجاب على الله تعالى وكونه تعالى عن ذلك متكملاً بغيره.
وقد قال بقدم نوع العالم القائلون بوحدة الوجود وابن تيميَّة.