أصول التربية والتزكية في الإسلام وقواعد السير إلى الله تعالى - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

أصول التربية والتزكية في الإسلام وقواعد السير إلى الله تعالى

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-11-15, 23:40   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
سعيد النورسي
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

قال الإمام المجدد السيد محمد ماضي أبو العزائم رضي الله عنه في كتابه النفيس (الطهور المدار على قلوب الأبرار) :


من هو السالك ؟ :
هو إنسان مسلم منحه الله النور الذي يقبل به الخير, والنور في اصطلاحنا هو القابل وحفظه سبحانه وتعالى من فعل ما يخالف ما أنزل الله على نبيه ﴿ ص وآله﴾ وإن قبله في بدايته من غير المرشد الكامل ألهمه الله الفرار إليه سبحانه ودله على المرشد ، فكان من خيرة أصحابه ، لأن ما يجعله الله من النور في قلب السالك إليه جل جلاله يستبين به الحق والباطل ، فيجذبه الله إلى الحق
بدليل قوله تعالى : اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ البقرة: ٢٥٧ وقوله ﴿ص وآله﴾ : ( يد المؤمن في يمين الله كلما وقع أقامه ) .

والسالك يشتاق إلى الحق ، والمشتاق إلى الحق قوي المسارعة إلى الحكمة ، ولشوقه إلى الحق إذا سمع كلمة حكمة تلقاها ولو من عدو الله
، قال رسول الله ﴿ ص وآله﴾ : " الحكمة ضالة المؤمن يلتقطها أنى وجدها ".

وسماع الحكمة يجعل النفوس تعظم حاملها ، ولكن قد يكون حامل الحكمة غير الحكيم يحفظها ولا يفقهها ، قال تعالى : مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا الجمعة: ٥ ، فإذا نطق الناطق بالحكمة قبلها السالك منه ، ثم وزن أحواله بهذا النور المجعول له من الله ، قال الله تعالى : وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ النور: ٤٠. فإذا اطمأن لها قلبه ، وشهد من الحكمة العمل بها أحبه واقتدى بعلمه ، وعمله ، وحاله . وإذا لم يطمئن قلبه ولم يشهد عمله بالحكمة أخذ منه الحكمة وفارقه .
فليس كل محصل للعلم عالما ، ولا كل مبين للأحكام بدلا من أبدال الرسل ، قال الله تعالى وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا الأعراف: ١٧٥ وقال ﴿ ص وآله﴾ : " قراء آمتى فساقها "
.

إذا فهمت ياولدي هذا ؛ فلا يعتبر السالك سالكا في طريقنا إلا إذا جمله الله بكل تلك المعاني ، وأنت تعلم يابني أن أصحاب رسول الله ﴿ ص وآله﴾ كان بينهم المنافق ، والشاك ، والمتردد في دينه ، والمظهر الإيمان لغرض من الأغراض ، وكلهم يرون من رسول الله الميل والتأليف ، مع إعلام الله إياه بحقيقة ما انطوت عليه قلوبهم ، قال ﴿ ص وآله﴾ : " أمرت بمدارة الناس " وقد أمرنا ﴿ ص وآله﴾ أن نحكم بالظاهر والله يتولى السرائر .

فالسالك حقا من منحه الله التسليم وقدر له صحبة المرشد الكامل ، فأفرده بالقصد دون غيره من الخلق، حبا في أن يفوز بمعية رسول الله ﴿ ص وآله﴾ بنيل صحبة أشبه الناس به شوقا إليه عليه الصلاة والسلام ، ويكون في الحقيقة في معية النبي عليه الصلاة والسلام
، بمعنى أنه لا يعتبر للمرشد وجودا فيعظم أمره ونهيه ، وإنما يكون وجوده في معية الحبيب المصطفى ، فيقبل من المرشد ما يعلم أنه من السنة ، ويرد ما لا يفقهه قلبه من القول والعمل ، معتقدا أن السلوك هو العمل بصريح السنة والكتاب ، حتى يمنحه الله تعالى المراقبة أو المشاهدة ، فهو لا ينكر على المرشد الكامل ما لا يفقهه قلبه مما يعتقد أنه حق في مرتبة المرشد ما دام المرشد لا يفعل محرما ولا يقول بضلال.

مثال ذلك : أن المرشد إذا ترك الأسباب أو عمل عملا يقتضي مهانة من تغيير هيئة ، أو فرار إلى الغابات ، أو فارق النساء والمشتهيات ، أو مالت نفسه إلى السماع ، أو زار الملوك والأمراء ، مما حصل للأفراد المرشدين ، فلا يقلده السالك في ذلك ولا ينكر عليه. أما إذا فعل محرما ، أو أمر به ، أو ترك فريضة وجب على السالك مفارقته بسرعة ولو كان المرشد يريد امتحان السالك في طاعته أو يريد امتحانه في يقينه برسول الله ﴿ ص وآله﴾ وعلى السالك في مثل هذه الحال أن يستبين الأمر منه جليا مع التمنع عن الوقوع فيما يأمره به .

أما السالك الذي لا بصيرة له إذا قلد المرشد في عمله المتقدم ، أو سلم له فيما يعلم حرمته فلا يعتبر عندنا فقيرا من فقراء الطريق ، فإن المراد بالسلوك تجاوز عقبة الإلحاد والانتشال من وحلة التوحيد والتخلي عن نظر النفس ونزوعها ، حتى يكون السالك إنسانا مسلما مقبلا على الله بكليته .

وأهم صفات السالك إلى الله تعالى :

1- إيثاره إخوانه على نفسه .
2 - الزهد فيما في أيدي الناس إلا لضرورة مقتضية .
3 - المسارعة إلى أن يكون نافعا لإخوانه بقدر استطاعته .
4 - السمع والطاعة لله ولرسوله ﴿ ص وآله﴾ وللمرشد ما دام آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر .

ومن أخص علاماته :
قبول ما لا يلائم نفسه بانشراح صدر وفرح ، والوقوف عند أدبه مع المرشد مهما أثنى عليه ورفعه ، وعدم الغرور بنفسه ولو أقبل عليه العالم أجمع
، ما دامت شمس المرشد مشرقة في أفقه حتى يبلغ اليقين الحق .



السالك المصاحب للمرشد: لم يبلغ درجة المرشد من العرفان . والمعرفة بها كمال التحقق في العبودية ، وقد ترى بعض السالكين يعمل ما يخالف الشريعة مظهرا أنها من المعرفة ، ولو أن المعرفة تبيح مخالفة الشريعة لكان أولى بذلك الخلفاء الراشدون ، والمرشدون الكاملون ، ومعرفة تبيح مخالفة الشريعة معرفة ولكنها معرفة الشيطان وإلهام ولكنه من إبليس ومخالفة المرشد دليل على الخيبة.

ما هي المعرفة ؟
المعرفة أن تعرف نفسك ، فتعرف بمعرفتها ربك ، وهل المعرفة التي تفقد العبد حقيقته حتى يكون إلها أو مخالفا لأحكام الإله معرفة ؟ هي ظلومية وجهولية ، إنما المعرفة حفظ الأدب في الطلب ، وكشف الحقيقة للحفظ من العطب ، ومتى كان العبد المقهور يصير ربا قادرا
؟

والسالك يقف موقف الأدب مع المرشد فيعادي شهوده إن خالف عبارة المرشد ، ويكره إلهامه إن أخرجه عن الأدب مع المرشد ، وإنما السالك في طريقنا هذا ميت أحياه الله وجعل له نورا يمشي به في الناس من غير شك ولا إلباس ، وإشارات المرشد كأشعة أنوار الشمس تظهر ما حسن ، وما قبح ، فتستبين النفوس الإبليسية من النفوس الملكوتية مع المرشد
، وقد قال الله تعالى : يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ البقرة: ٢٦ .


وللسالك أخلاق روحانية وآداب إحسانية ، فهو في الحقيقة عين المرشد وإن كان مريدا , ومرادا لله تعالى وإن كان بعيدا ,
فإن السالك ليست له إرادة ولكنه مراد من الأزل
.

حفظني الله وإخوتي المؤمنين جميعا من صحبة المضلين ، ومن الإصغاء إلى الجاهلين
وبين لنا كتابه وسنة نبيه بلسان وعمل أفراده المحصنين بحصون أمنه ، إنه مجيب الدعاء.









 


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
أسوء, التربية, الإسلام, والتزكية, وقواعد السير


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 22:09

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc