الحرب الجزائرية الدانماركية

[الإدريسي العلوي]

بسم الله الرحمن الرحيم:


كان الدانمارك دولة قوية جدا،لا تتناسب قوتها وتعداد سكانها،ولا مساحة رقعتها.
وقد كانت للدانمارك مع الجمهورية الجزائرية معاهدتان:

المعاهدة الأولى:
معاهدة سلم وتجارة:

كان للجزائر والدانمارك معاهدة سلم وتجارة،بتاريخ 10 ماي 1746،بين بابا إبراهيم الصغير داي جمهورية الجزائر،وكريستيان السادس ملك الدانمارك والنرويج.

وقد كان لهذا الملك المسكين مع الجزائر أحداث وأحداث،إذ حاول غزو الجزائر مرتين على الأقل،وكان هو الخاسر فيهما:

المرة الأولى:

يقول المؤرخ كاط:
ففي الأول من يونيو سنة 1770،جهز الأميرال الدانماركي دي كايس،أسطولا وأراد قنبلة الجزائر،ولما رأى أن المدفعية الجزائرية كانت له بالمرصاد،قرر أن ينسحب،ويراقب تطور الأمور من البحر من بعد،فسخر منه الجزائريون وقالوا:
لقد أعلن الدانماركون حربهم على السمك.

ويقول كاط أيضا:
ودفعوا بعد ذلك إتاوة عالية جدا(أي الدانماركون).

ويقول دي غرامون:
وكلفهم ذلك غاليا جدا(أي الدنماركيين).

المرة الثانية:

يقول المؤرخ بلانتي:
ثم عادوا وأرسلوا سنة 1771 الأميرال هوغلاند،فألحقت به الجزائر هزيمة نكراء،واضطر الدانمارك إلى عقد معاهدة جديدة مع الجزائر،دفع الدانمارك فيها للجزائر إتاوة مرهقة.

يقول المؤرخ إروين:
هذا وقد انضم الدانمارك سنة 1814،إلى حلف سباعي شن حربا على الجزائر،يتكون منه(الدانمارك)،ومن هولاندا،وإيطاليا،وإسبانيا،وروسيا،والولايات المتحدة الأمريكية،وبروسيا(ألمانيا بعاصمتها برلين).

وقد انتصرت الجمهورية الجزائرية على هذا التحالف انتصارا باهرا.

المعاهدة الثانية:

يقول دو مارتين:
معاهدة سلم وتجارة بين الداي محمد عثمان وجمهورية الجزائر من جهة،وكريستيان السابع ملك الدانمارك والنرويج من جهة أخرى،بتاريخ 16 ماي 1772.

وقد كان لهزيمة الدانمارك صدى عالمي كبير،زاد رعب الدول الأوروبية من الجزائر.
وفي الجزائر علق عليها أحد شعراء الشعر الملحون،بقصيدة عن قصة البومبة،وديل المارك(الدانمارك):اخزوا جدو.