مقتطفات من التاريخ السوري (1) سورية عبر التاريخ - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > خيمة الجلفة > الجلفة للمواضيع العامّة

الجلفة للمواضيع العامّة لجميع المواضيع التي ليس لها قسم مخصص في المنتدى

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

مقتطفات من التاريخ السوري (1) سورية عبر التاريخ

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-10-08, 19:41   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أبو يوشع
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية أبو يوشع
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي مقتطفات من التاريخ السوري (1) سورية عبر التاريخ

أثبتت الكشوف الأثرية التي تحققت خلال العقود الأخيرة، أمرين هامين: الأول أن هذه المنطقة التي تسمى عند العرب بلاد الشام تعتبر من أقدم مناطق العالم حضارة، وأن هذه الحضارة مترابطة عضوياً على الامتداد الجغرافي ومتكاملة. والأمر الثاني أن هذه البلاد تحمل بعداً سياسياً دولياً واسعاً لا يقاس بحجمها، إذ أن موقعها بين قارات ثلاث مازال ذو أهمية استراتيجية وتجارية عالمية، ولقد برزت هذه الأهمية تاريخياً منذ نشاط طريق الحرير الذي يبدأ من الصين مروراً بسواحلنا على البحر الأبيض المتوسط أو باتجاه جنوب سورية، عبر تدمر وحلب، وكانتا من المراكز الهامة في هذا الطريق. وكان الهلال الخصيب الذي يمتد رأسه الشرقي من الخليج العربي، وينتهي رأسه الغربي في سيناء، منطقة ازدهار اقتصادي وإشعاع حضاري عبر جميع العصور، يضاف إلى ذلك أهمية إشراف سورية على صدر البحر المتوسط الذي أفسح لها في العبور إلى جميع مرافئ البحر وإلى أنحاء أخرى من العالم، وأصبحت قادرة، من خلال تبادلاتها التجارية وتحركاتها العسكرية أن تصنع تاريخها وأن تشارك في صنع تاريخ هذا الجزء من العالم.
إن الأهمية الاستراتيجية لموقع سورية جعلها مليئة بالمدن العامرة والحواضر التي لعبت دوراً حضارياً كبيراً منذ العصور التاريخية القديمة.
ومازالت الحفريات الأثرية في أحواض الفرات والخابور والعاصي وحول المدن الكبرى وفي الساحل والجنوب، تكشف عن حواضر قديمة حددت بدايات التاريخ والحضارة الإنسانية على هذه الأرض. ولقد كانت شبكات الطرق بين هذه الحواضر والمدن متشعبة، مما جعل الوحدة الثقافية والعقائدية والاقتصادية أكثر رسوخاً واستمراراً.
بل كانت هذه الوحدة سبباً في التطلع المستمر لتحقيق وحدة سياسية، لولا صعوبة وسائل الانتقال والاتصال. ومع ذلك فإن المكتشفات الأثرية أبانت بوضوح محاولات الملك الأكادي "صارغون" لتحقيق وحدة سياسية من البحر الصغير الخليج العربي إلى البحر الكبير البحر المتوسط.
ومع أننا لا نستطيع تحديد تسمية سياسية شاملة لهذه المنطقة، يبقى من الممكن إطلاق تسميات حضارية وسمت المنطقة الجغرافية بسمة مشتركة، دون أن تكون ثمة قيادة سياسية ونظام حكم متماسك كما يفهم اليوم عند تحديد أسماء الممالك والدول. وإن كان ولاء بعض المدن الأخرى يعتبر مظهراً من مظاهر الوحدة السياسية.
إن وحدة هوية الإنسان الذي شكل حضارة هذه المنطقة هي التي تدفعنا إلى تحديد خرائط جغرافية تضم الحواضر التي احتوت فعاليات هذا الإنسان وحفظت آثاره وتراثه.
لابد أن نوضح أولاً أن الرأي القائل من أن جميع الأقوام التي شكلت حضارات فيما بين الرافدين والبحر المتوسط، قد هاجرت تباعاً وبصورة مباشرة من الجزيرة العربية لم يعد أساسياً في تحديد هوية هذه الأقوام. فإذا كان الأكاديون الأوائل منذ الألف الثالث قبل الميلاد قد هاجروا من مكان ما في الجزيرة العربية حاملين معهم لغة الجزيرة وعقائدها. فإن الآشوريين والعموريين والكنعانيين والآراميين والكلدان هم العرب الذين انتقلوا من الرافدين باتجاه الشمال والغرب ليشكلوا حواضر وحضارات أصبحت أكثر أبعادها واضحة بعد الحفريات الأثرية المتتالية.
لا يعني هذا أن الهجرات في منطقة الهلال الخصيب إنما ابتدأت بعد ازدهار الأكاديين والبابليين،بل إن الوجود العربي أو السامي في بلاد الرافدين قد يعود إلى الألف السادس قبل الميلاد، وإن تلك الهجرات تتابعت منذ ذلك التاريخ، لتشكل وحدة قومية.
ويكفي باعتقادنا أن تكون اللغة والعقائد هي مقياس هذه الوحدة وهذا الانتشار الأكادي العربي المتتالي، فلقد تبين أن الفروق بين اللهجات تتفق جداً مع الفروق بين المسافات المتباعدة عن المصدر الأساسي للوجود العربي.
وكما سنرى فإن الشعوب التي تعاقبت على المنطقة المحصورة فيما بين النهرين والبحر كانت تنتسب إلى قومية متقاربة لا تختلف عن بعضها إلا بالمطامح السياسية والاقتصادية وبالنفوذ الجغرافي، بل إنَّ العالم الأثري "مورتغات" يسمي الحضارات التي تعاقبت على هذه المنطقة منذ العموريين باسم "الحضارة الكنعانية" كتعبير عن وحدة قومية شاملة.
على أنه لا بد من الإشارة إلى أن تكوّن دولة بالمعنى الذي نفهمه اليوم لم يتم بوضوح، بل ثمة دولة ذات عاصمة واحدة أو أكثر كانت واسعة السلطان تفرض نفوذها على مدن كبيرة أو صغيرة أخرى قريبة، فتقوم بإلحاقها أو بتعيين ملوكها لتأكيد نفوذها عليها.
ومع ذلك نستطيع أن نحدد تسميات لهذه المنطقة التي نعرفها اليوم باسم سورية ولبنان وفلسطين والأردن، وذلك بالاعتماد على الخصائص الحضارية والسياسية لكل مرحلة من مراحل تاريخ هذه المنطقة،




انا سوري وتاريخي يحكي عني ...









 


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
(2)العرب, (3)قصة, أجينور, أوربا, مقتطفات, التاريخ, السوري, السورية, سورية, والأغراب, والحروب


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 16:12

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc