يخطىء من يعتقد أن الأسد انتصر في الحرب و يخطىء من يعتبر الثورة فشلت و إنما الثورة السورية كان تطورها ملفتا للغاية و دراماتيكيا فأتت في البداية في سياق ما يعرف بالربيع العربي الذي بدأمن تونس بعد أن أحرق البوعزيزي عربته رفضا للإستكبار و الظلو و العنصرية و سرعان ما تمكن التونسيون من إسقاط أعتى الأنظمة التسلطية في العصضر الحديث ثم انتشرت شرارة الربيع إلى دول أخرى لتسقط الرئيس تلو الآخر حسب نظرية الدومينو و إن كان مشروع الربيع العربي مخترقا من الدول الغربية و العربية و الأجهزة المخابراتية العالمية التي ساهمت في تعظيم الفتن عبر الإعلام و عبر الدعم و التدخل الخارجي و تداخل السياسي بالإقتصادي فتم استهداف ليبيا لثرواتها البترولية و نظرا لأن القدرات الدفاعية للقذافي ضعيفة فتكالبت الأمم على ثروات ليبيا ثم جاء دور سوريا و هي الثورة الأكثر تعقيدا نظرا للتحالفات التي كان الأسد يربطها خيفة أن يأتي اليوم الذي ينتفض فيه الشعب عليه و كانت حساباته جيدة جدا و استطاع إطالة الأزمة و لكن على أنهار من الدماء فتشرد الشعب السوري و ضاع الأطفال و انتهكت الحرمات و الكل يدعي البراءة و يواصل الشعارات التي لا تسمن و لا تغني من جوع و الضحية هو الشعب السوري الذي يدفع الثمن غاليا جدا حتى الكيماوي تم استخدامه و تحول الشعب إلى شعب مغلوب على أمره يتاجر به إعلاميا مع الحملة الإعلامية المتوحشة على سوريا التي لا ترحم و أمام هذه البشاعة لم يتمكن أي أحد من أي يقدم تنازلات للشعب السوري لأنه في الحقيقة لا أحد يهمه هذا الشعب نظرا لمصالح الحلفاء و أصبحت سوريا أرضا للحروب بالوكالة و تصفية الحسابات و مازال البعض يردد شعارات الممانعة و الدولة الإسلامية و غيرها لم يعد أحد يصدق الشعارات نظرا لأن الجميع كشفوا في هذه الأزمة التي عرت الصديق و العدو و تحول الصراع إلى طائفي بين السنة و الشيعة و الكل يدافع عن عقيدته و لا يبدو أي حل بعد نظرا لغياب العقلانية و تنصل المجتمع الدولي عن أنسانيته مقابل مصالحه