لا تتردد في الدخول للتعرف على نبّيك و شفيعك محمد صلى الله عليه و سلم - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية

قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية تعرض فيه تاريخ الأمم السابقة ( قصص الأنبياء ) و تاريخ أمتنا من عهد الرسول صلى الله عليه و سلم ... الوقوف على الحضارة الإسلامية، و كذا تراجم الدعاة، المشائخ و العلماء

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

لا تتردد في الدخول للتعرف على نبّيك و شفيعك محمد صلى الله عليه و سلم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-09-28, 12:18   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
..سدرة..
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية ..سدرة..
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الهـــــجرة
لمّا وجَدَ النبّي الحُضْنَ الدافئ و الحِصْنَ الحَصِين بالمدينة المُنوّرة أمرَ الصحابة بالهِجرة إليها لتفادي تكَالُبَاتِ قُريش المُسعَّرَة التي تفاقمت مُؤخرًا و مَسَّت الذِّروة بل تجاوزتها و بلغت الحُلقُوم في السنة الثالثة عشرة للبعثة ، فهاجر مُعظم مُسلمِي مكة إلى المدينة و استقروا بها إلاّ أنّ النبّي قَعَدَ بها و قد أخَّر هِجرتَه إلى الأخير حتى يضمن بذلك سلامة جميع المسلمين ووصُولهم إلى المدينة دون أدنى أذّيّة و بأمان تام .
و في تلك الأثناء تفطنت قُريش لهِجرة النبّي فجَّنَّ جُنونُها و تخوّفت على مَصالحِها التي أصبحت مُهددة بين العرب ، فسارعت إلى عقدِ اجتماع طارئ بدار النّدوة بحضُور رؤساء قريش أبي سفيان _ أبي جهل _ البحتُري بن هِشام _ ابن خَلَف _ عُتبة بن الربيعة و شيبة بن الربيعة و غيرهم ..، و قد اتفق الجَمع على فِكرة التخلُّصِ من محمـد بأيِّ طريقة و مهما كان الثمن ، فأشار عليهم أحدهم بأن يطردوه من مكة غير أنّ أبا جهل أبى ذلك و خاف أن يستعين بالعرب عليهم ، فأشار عليهم آخر أن يربِطُوهُ و يُقَّيِّدوه بالحديد فلم يقبل بذلك أبا جهل لأنّه رأى أنّ ربطه بالحديد قد يجعل عشيرته من بني هاشم ُتسارع لفكِّه و إطلاق سراحِه ، فتعددت الأفكار و تضاربت الآراء بينهم إلى أن توصَّل أبو جهل إلى فكرةٍ جهنّمية و حلٍّ أرضى جميع الأطراف و هي تجنيد شاب من كل قبيلة يُساهم في قتل محمد حتى يتفرق دمُه بين العرب و بذلك لا تستطيع قبيلة بني هاشم مُجاراةَ كل القبائل و الانتقام منهم و بذلك يموت محمد فتموت معه رسالته .
فمَكَرت قريش للنبّي غير أنَّ خُبثهُم و مَكرهم هذا باء بالفشل الذريع لأنّ النبّي تَخَطَّى مِن أن يُخَطَ له بَشريًّا كونه مَحفُوفٌ بأجَلِّ تخطيط و هو التخطيط الربَّاني ، فأنزل الله جبريلعلى النبّي و أنبأه بما يُحَاكُ له و أمره بالخُروجِ من مكة ، فكان ذلك و أوّل ما سمِعَ النبّي بالأمر قصد صاحبه أبا بكر و أعلمه بالخبر ، فقال له أبو بكريا رسول الله الصُحبة الصُحبة ، فقال له النبّي نعم يا أبا بكر ، فبكى أبو بكر من شِّدّة فرحته بخروجه مع النبّي فسارع و أحضر راحلتين راحلة له و راحلة للنبّي الذي لم يأبى إلاّ أن يدفع له النبّي ثمنها .
كما عمَدَ الرسول إلى إرجاع كلّ الوَدائِعِ التي استعارها من قومه و أوصى بها إلى ابن عمّه علّي بن أبي طالب كما طلب منه أن يَنُوبَهُ تلك الليلة و يأوي إلى فِراشه بدلاً عنه لكي يُشَوِّشَ تفكير قريش فتظّن أن النبّي مُلازم بيته و لم يبرحه إلى أي مكان ، فانطلت الحيلة على قُريش فخرج النبّي من بين أعين الشُّبّان دون أن يلمحوه لأنّه أخذ حُفنةً من التُراب و رماها عليهم و هو يتلو قوله ۝۝﴿و جَعَلنَا مِنْ بَينِ أَيدِيهِمْ سُدَّا و مِنْ خَلفِهِمْ سُدَّا فأَغْشَيناهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ ،فأغشى الله أبصارهم و لم يُبصِروا خُروجه و لمّا دخلوا إلى بيته وجدوا عليّا مُستَلقيا في فراشه و مُغَطى ببُردته فاندهشوا و اشتدّ غَيضُهم كون النبّي نجا من بين أيديهم بأعجُوبة و فَوَّتَ عليهم فُرصَةَ قتله ، ووقت غَفوتِهِم قصد النبّي أبا بكر و خرجَا معًا إلى المدينة غير أنّ النبّي غّيَّر وِجْهَتَه لأنه قَدَّرَ و تَفَطَن لتفكير قُريش و أحَسّ بخُروجهم وراءه للبحث عنه ،فاختار النبّي غار ثور مأوى له قبل أن يُباشر رحلته إلى المدينة و كانت أسماء ابنة أبي بكر تمُّدهم بالأكل طِيلة مدّة مُكوثهما بالغار رغم حملها ، فتحمّلت مَشَقَة الصُعود و الهُبوط إلى الغار ، كما تحمل النبّي و صاحبه أبو بكربالموازاة ضيقُ الغار و وِحشته ، فمرّة غَفَى النبّي على فخذي أبي بكر و بينما هو يَسُدُّ فُتَحَ الغار برجليه تسللّت حيّة من الغار و لَسَعَت أبو بكر فمن شِدّة تألمه دمعت عيناه و نزلت الدموع على وجه النبّي فاستيقظ ووجد أبا بكر يبكي فقال له ما يُبكِيكَ يا أبا بكر ؟ ! فقال له لقد لسعتني حيّة ، فقال له النبّي و لمًَ لمْ تقل لي ! فقال أبو بكر لم أُرِد أن أوقضَكَ يا رسول الله ، فنفث النبّي عليه فبرأ ، و طِيلة تلك المدّة ظلّت قريش تبحث عن النبّي و تقتصي أخباره و تقتفي أثار أقدامه إلى أن وَجدُوها تنتهي إلى فُتحة الغار ، غير أنّهم لم يُحبّذوا فِكرةَ تواجده به خصوصًا أن الغار كانت به حمامة تبيض و عنكبوتٌ لم يُقطع نسِيجُها ، ووقتها قال أبو بكر للنبّي لو نظروا إلى أرجلهم لرأونا إلاّ أنّ ثقة النبّي بربّه كانت أقوى فأنجاهما من قُريش التي غَضَّت نظرها عن البحث في الغار و غادرته اختياريًا لتواصل بحثها في كل الأمكنة و الطُرقاتِ إجباريًا .
كما حاولت أن تُغري الناس ليدلُّوهم عن مكان النبّي و بلغت رِشوتهم لهم إلى مائة ناقة ، و كان سُراقة بن مالك من السبّاقين الذين خرجوا في إِثر النبّي و قد وجدهم حقًا و أوّل ما لمحهم تَبِعهم بفرسه و كان أبو بكر وقتها يلتف حول النبّي تارة يمينًا و تارة شمالاً و تارة إلى الخَلف ليحميه إذا ترصد له أحد ، و قد رأى سُراقة لما اقترب منهم هو والنبّي و دليلهما أُريقد ، فنبّه أبو بكر النبّي و قال له احذر فارسٌ خلفك ، فدعا النبّي ربّه و قالاللهم اكفينه بما شئت و كيف ما شئت إنّك على ما تشاء قدير، فوقع سُراقة من على فرسه فاستغرب ثم نهض و ركب فَرسَهُ مُجددًا و لحَِقَ بالنبّي فسقط مرة ثانية و ثالثة ..ففهِم سُراقة أنَّ بالأمر رَيْبْ فقال للنبّي أعطني الآمان يا محمـد ، فقال له النبّي لك الآمان يا سُراقة ، فقال سُراقة يا محمـد كنت أريد المائة ناقة فأعطني شيء تُعوِّضني به، فقال له النبّي أعِدُك بسِوَارَيْ كِسرى يا سُراقة ، فتعجّب سُراقة و قال للنبّي كِسرى من ؟ ! ملك الفرس؟ !! فقال له النبّي نعم ، فانتهز سُراقة الفُرصة و قال للنبّي أتكتُبُها لي ؟ فكتبها له أبو بكر بطلب من النبّي ، و مرَّت الأيام و السنين و فُتحت مكة و فُتحت كِسرى ووقف عمر بن الخطاب بين الناس و نادى على سُراقة بن مالك فجاءه و هو شيخ عجوز ، فقال له هَاكَ يا سُراقة سِواري كِسرى اللذان وعدك بهما النبّي ، فلبسهما أمام الناس و قال صدق رسول الله ، فهكذا صَدَقَ وعد النبّي لسُراقة و صَدَق ظنّه بربّه حين قال لصاحبه أبي بكر و هُما بالغار ما بالك باثنين الله ثالثهما ، فسَلِم الرسول من قُريش و من سُراقة و سَلِمَ من الخطر إلى أن وصل إلى المدينة المنوّرة هاته الأخيرة التي انطلقت أفراحها بحُلول خير خلق الله الشافع و المُشفّع و قُرة الأعين النبّي محمد .








 


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
للتعرف, الدخول, تتردد, نبّيك


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 05:48

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc